أوقف كل من الصحافية منى حوا، والمنتج في المنصة الإلكترونية لشبكة «الجزيرة» (AJ+) عامر السيد عمر عن العمل، بسبب مقطع فيديو نشر على المنصة قبل يومين يتحدث عن «الهولوكست» والصهيونية. سريعاً، استجابت الشبكة القطرية للضغوط الصهيونية، بحذف المقطع المصوّر عن كل حساباتها. ضغوط وصلت الى «وزارة الخارجية» الإسرائيلية، التي هاجمت القناة الرقمية، وعبّرت عن استيائها واستخدمت حساب «اسرائيل تتكلم العربية» على فايسبوك، لتنصف ما حدث بأنه «معاد للسامية»، و«يحاول تحجيم فظائع النازيين التي ارتكبت بحق الشعب اليهودي». وفي منشور طويل نسبياً اختصرت ما يحصل في فلسطين بـ «الصراع الوطني بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، ورفضت أي مقارنة بين هذا «الصراع المرير»، والهولوكست، باعتبار أن قائله يكون «منكراً للمحرقة»، كما أضافت. المنشور اعتبر أن «الصراع الوطني يهدف الى زيادة الكراهية تجاه دولة اسرائيل». وكانت «الجزيرة بلاس» قد نشرت يوم السبت الماضي على منصتها الرقمية شريطاً (دقيقتان و16 ثانية) تظهر فيه منى حوا، الصحافية الفلسطينية، وهي تتناول قضية «المحرقة» وكيف أفادت «اسرائيل»، منها. استندت حوا الى اتفاقية هآرفا، بين «الوكالة اليهودية» وألمانيا النازية، التي تنص على تسهيل هجرة اليهود مقابل تنازلهم عن ممتلكاتهم للنازيين. الشريط يربط بين «الهولوكست» والتمهيد لهذه الهجرة، مع اللإلتفات الى أن هذه الحادثة التاريخية، عزّزت عالمياً واقيمت لها المتاحف، بخلاف جرائم كبرى مماثلة لم تلق الإهتمام المطلوب. في نهاية الفيديو تقول حوا بأن «اسرائيل» أفادت من المحرقة، لتنكل وتبيد الشعب الفلسطيني. وكما يبدو في الشريط أن الصحافية الفلسطينية لم تنكر المحرقة، بل أعلنت رفضها لأي إبادة تحصل على خلفية عرقية أو دينية، وقالت: «ادانة الهولوكست مطلب أخلاقي لكن اسرائيل الرابح الأكبر». مديرة القنوات في AJ+، ديمة الخطيب، قالت في حديث لموقع «العربي الجديد» إن الفيديو أنتج من «دون الإشراف التحريري اللازم»، ولفتت الى ضرورة «مراجعة ضوابط الإنتاج والنشر»، لضمان عدم خروج أي مادة عن المسار المعتمد في أي ظرف كان»، ونوّهت بـ «التنوع الذي يميّز المجتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراق وثقافات ومعتقدات». أما المدير التنفيذي للقطاع الرقمي في الشبكة، ياسر بشر، فقد أكد أن «الجزيرة بلاس» تتبرأ من الفيديو و«لا تقبل نشر مثل هذا المحتوى على منصاتها وقنواتها الرقمية»، وكشف عن رسالة داخلية تشي ببرنامج تدريبي للموظفين بغية «تعزيز الوعي على حساسية بعض القضايا لدى منتجي المحتوى الرقمي للشبكة».