يقدم «خمسة ونص» (كتابة ايمان سعيد ـــ اخراج فيليب أسمر) وجبة يومية رمضانية، مدعمة بمقومات بصرية جاذبة. القصة التي تتداخل فيها السياسة اللبنانية بمعناها السطحي جداً، مع قصص العشق والغرام والإنتقام، استقطبت بلا شك جمهوراً، ولاقت انتقادات واسعة في المقابل. ومع تقدم الحلقات، تغيّرت قبل أيام قليلة وجهة المسلسل الذي بدأ رومانسياً صارخاً، الى حد المبالغة القصوى، وغياب الإقناع، لينتقل بنا، الى أجواء اخرى، قفزت في الزمن، بضع سنوات (ست سنوات تقريباً)، لنضحي في بيئة مغايرة، تتخذ من بعض القضايا الجدلية والعقيمة، موئلاً لها. الكاتبة السورية ايمان سعيد، التقطت بعض القضايا المحلية المثارة كتزوير أدوية السرطان مع نهاية استسلامية للمعنية بالقضية، إذ أقدمت صاحبة المستشفى بيان نجم الدين (نادين نجيم)، على بيع حصتها وتركها للذين ورطوها في هذه المشكلة. وفي الحلقات الماضية، شهدنا فتح ملف النفايات والمطامر. ظهّرت الكاتبة من خلال هذه الأزمة، الصراع ما بين الزوج (غمار الغانم- قصيّ خولي)، وزوجته «بيان» التي أضحت نائبة في البرلمان اللبناني بعدما قرر الأب (الغانم-رفيق علي أحمد) تبديل ترشيح ابنه بزوجة الأخير. صوّرت الكاتبة مكامن «الشرّ»، التي تحكم «غمار» كونه يدخل في تفعيل قصة المطامر ويكمل في هذا الملف الذي يضرّ بصحة الناس والأطفال (شهدنا حالات إصابة بالسرطان لديهم)، مقابل اعطاء صورة وردية لنادين نجيم، كونها الطبيبة التي تعالج هؤلاء، و«تناضل» برلمانياً لتوقف المطامر وضررها على صحة الناس. في الواقع اللبناني، هذه الحالة غائبة تماماً، بل تقترب من المثالية المتخيلة، كون النائب/ة اللبناني متورط أكثر من غيره في قضايا الفساد ويستخدم خطابات شعبوية لاستقطاب الناس لا أكثر. صورة النائبة بيان نجم الدين، غير موجودة بتاتاً في الواقع اللبناني، اضافة الى ضعف الحبكة التي تدور حول التوريث السياسي، وواقع الأحزاب اللبنانية، وخطاباتها.

كان مضحكاً قبل أيام وقوف قصي خولي (السوري الجنسية واقعاً والناطق باللهجة السورية في العمل)، على منبر أحد الأحزاب اللبنانية المتخيلة (حزب الأرز) الذي يشبه في شعاره ورمزه «حزب الكتائب»، ويقول أمام المحازبين أنه سيعمل «لمصلحة لبنان» (نطقها باللهجة السورية البحت). مشهد غير مقنع تماماً، ومنسلخ عن أي واقع لبناني. في المحصلة، حاولت الكاتبة، الدخول الى الواقع اللبناني، لكنها وقعت في أفخاخ التسطيح والمبالغة. إذ صورت البطلة في قمة المثالية (تساعد الفقراء وتناضل في الشارع)، مقابل صورة بشعة عن السياسي وصاحب الأموال (قصي خولي)، عدا الأحداث الأخرى التي لم تأت في سلم الإقناع، كجلوس العدوين اللدودين «سوزان» (رولا حمادة)، و«غمار» على طاولة واحدة، بعدما أقدمت على حرق أغراض أمه الخاصة، وأشعل هذا الأمر الخلاف بينهما كما رأينا.




«خمسة ونص»: 22:30 بتوقيت بيروت على mtv
17:00 على mbc4