من يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي منذ الأمس، ستستوقفه حتماً حملة واسعة تقاد ضد قناة «العربية» من خلال نشر فيديو (أقل من دقيقة) يظّهر الرواية الصهيونية، ويتهم الفلسطينيين بـ «ارتكاب مجازر ضد اليهود». لم يعرف اسم الوثائقي المجتزأ منه، ولا تاريخ بثه، الى أن تبين أنه مقتبس من وثائقي سابق بثته الشبكة السعودية لكن قبل عام، تحت مسمى «النكبة» (إنتاج :Arte، و Roche Production). يومها، تجرأت القناة، للمرة الأولى، على الانخراط في البروباغندا الإسرائيلية والترويج للسردية الصهيونية لاحتلال فلسطين. واليوم، يعاد بث جزء من الشريط، ويعمل على تفعيله على الشبكات الإفتراضية، ليظهر أيضاً، بأن القاعدة التي انطلقت منه هذه الحملة، هي قطرية بامتياز، سواء تعلق الأمر بحسابات لشخصيات تعمل في منابر قطرية، أو مواقع الكترونية تبني من خلال الشريط القصير اتهامات لـ «العربية» ومن خلفها المملكة السعودية، وتعيد «إحياءه» كأنه حصل أمس. قبل أيام قليلة، ضجت هذه المنابر الإفتراضية، بمثول «الجزيرة بلاس» لطلب «اسرائيل» بازالة فيديو قصير أعدته وقدمته الصحافية داخلها منى حوا، وفيه اتهمت بأنّها أنكرت «المحرقة اليهودية»، واوقفت مع زميلها المنتج عن العمل، في خضوع واضح للإرادة الصهيونية، وتدخلها في البث والمحتوى. حتى إن مديرة القنوات في AJ+، ديمة الخطيب كشفت بعد حصول الأزمة بأنّ «الجزيرة بلاس» في صدد إعداد برنامج تدريبي للموظفين بغية «تعزيز الوعي تجاه حساسية بعض القضايا لدى منتجي المحتوى الرقمي للشبكة».
في المحصلة، يدور المحوران القطري والسعودي في الفلك عينه، أكان عبر وثائقي أو عبر الامتثال لحذف شريط بث على الشبكة العنكبوتية. وما حصيلة الذي نراه، سوى تظهير أكثر للصراع بين المحورين، اللذين لا يستطيع أحد منهما الإدعاء بأنه خائف فعلاً على ضياع القضية الفلسطينية!