اكتساح سوري «معارض» لجوائز «سمير قصير لحرية الصحافة» التي أقيمت أمس في حديقة «سرسق» (الأشرفية). الحفلة (تنظيم «مؤسسة سمير قصير» بالتعاون مع «الإتحاد الأوروبي») التي توّجت الفائزين بين أكثر من 232 مقالاً وتقريراً واختير من بينها ثلاثة أعمال عن كل فئة، ليتم بعدها إعلان الفائز، ما زالت الأزمة السورية تخيّم على أجوائها، كما لو كنا عشية هذا المفترق قبل 8 سنوات، بخطابها ومفرداتها المعارضة. فقد فاز الصحافي روجيه أصفر (1983) عن مقاله «كابتن ماجد أو الأب القائد؟» (نشر في صحيفة «الحياة» العام الماضي)، ضمن فئة «مقال الرأي»، وقد صرّح أصفر بعد تسلّمه الجائزة بأنه من باب «النقد الذاتي، من الضروي الإضاءة على أن العيش لسنوات طويلة في ظل نظام ديكتاتوري أسهم في تشكيل الجانب السلبي من ممارسات المعارضة السورية». وعاد وشكر هذه المعارضة قائلاً: «الشكر المجازي للثورة السورية التي هي فعل محق وخيّر». وعن فئة «التحقيق الإستقصائي»، فاز الكاتب السوري علي الإبراهيم (مقيم في استوكهولم)، عن تحقيقه «النظام السوري يخفي جرائم الحرب» (نشر في «فايس آرابيا» عام 2018)، حيث يسلط الضوء على وفاة المعتقلين في السجون السورية والأسباب المعلنه لهذه الوفاة و«الأكثر ترجيحاً». أما الفئة الأخيرة «التقرير الإخباري السمعي- البصري»، فقد حصد جائزتها المغربي يوسف الزيراوي (مواليد 1979)، عن تقريره «بشرى: امرأة»، الذي يتناول قصة سائقة حافلة تتمتع بالشجاعة لتقاوم التحديات التي تواجهها يومياً. هكذا، أضحت الجائزة في سنتها الرابعة عشرة، ويشارك فيها أكثر من بلد عربي متنوع، محصورة بهذه المشهدية السورية المعارضة منذ العام 2006.