على مشارف انتهاء حلقات «خمسة ونص» (كتابة :ايمان سعيد-اخراج: فيليب أسمر)، الذي تتقاطع فيه خيوط السياسة بالنفوذ وبالعلاقات الغرامية، وحتى «المحرّمة»، يمكن الجزم بأن الكاتبة السورية، قامت «بتجميع» عناصر من الواقع اللبناني، التطقتها وعالجتها بسطحية واضحة، كونها سخّرت عملها الدرامي لطحن هذه القضايا أكثر من الإضاءة عليها ومحاولة مقاربتها بشكل جدي (أزمة النفايات، تزوير أدوية السرطان، التوريث السياسي، العنف الأسري..). ولعلّ المثال الأبرز على ذلك، المقطع المنتشر منذ يوم الجمعة الفائت (الحلقة 26)، تظهر فيه «بيان نجم الدين» (نادين نجيم)، في مشهدية مركبة من مواد أرشيفية وأخرى مصوّرة درامياً، لتشي بأنها تخطب في المجلس النيابي. احتفت الجيوش الإلكترونية بالخطاب لنجمتهم، والذي لا يتعدى وقته أقل من دقيقة. لقطة ألصقها هؤلاء بخطاب النائبة بولا يعقوبيان في جلسة منح الحكومة الثقة، قبل أشهر، لتبيان مدى التطابق التقريبي بين محتوى الخطابين. بسرعة فائقة، انتهت كلمة النائبة نجم الدين، لتعدد على وجه السرعة، انتشار الأوبئة والسرطان، وغياب الإنارة عن الطرقات، واقفال الأخيرة بسبب مواكب المسؤولين، واعلنت أنها لن تشارك في جلسات مقبلة الا اذا حلّت قضية السير وعرقلة عجلة المواطن. صحيح أن أداء نجيم هنا، يشبه الى حدّ بعيد نبرة وطريقة كلام يعقوبيان في الجلسات النيابية، حتى إذا ما وضعنا المضمون جانباً، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يحتفى به، ويصوّر على أنه نقل نموذج لبناني نسائي حيّ الى الشاشة الصغيرة عبر بوابة الدراما. ما شاهدناه يوم الجمعة الفائت، لا يعدو كونه استنساخاً لحالات لبنانية، دخلت الى المشهد السياسي اللبناني حديثاً، التقطتها عين الكاتبة، ولم تضف عليها شيئاً، بل كثفتها، وحصرت أداءها بما يشبه المسرحية، باعادة «تدوير» لكلام شعبوي ولشعارات رنانة، تلقي بثقلها على المشهد اللبناني، لتكمل به باقي مشاهدها في «خمسة ونص».



* «خمسة ونص»: 22:30 بتوقيت بيروت على mtv
17:00 على mbc4