باتت التغطيات الإخبارية للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية على معظم المنصات الإعلامية الخليجية أو حتى اللبنانية، بحكم التعامل مع اي حدث لا يمت للجغرافيا ولتمييز العدو من المعتدى عليه. أمس، وبعد أقل من 24 ساعة على الاعتداء الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع عسكرية في الجنوب السوري، استهدفت المقاتلات الصهيونية مطار «التيفور» (ريف حمص)، وأدت الى استشهاد عسكري وإصابة اثنين بجروح. وكان قد استشهد ثلاثة عسكريين وأصيب سبعة جنود في قصف اسرائيلي استهدف عدداً من المواقع العسكرية، بعدما أعلن جيش العدو أن الاعتداء «جاء ردّاً على صاروخين أطلقا من الأراضي السورية باتجاه الجزء المحتل من هضبة الجولان». على خلاف ما تشير بيانات العدو دوماً في تبرير الإعتداءات، بأن «مجموعات موالية لإيران» قامت بعملية إطلاق الصواريخ، فقد حصرت كلامها بتحميل «النظام السوري» مسؤولية «كل نشاط ضد اسرائيل»، وعلى الرد عليه «بحزم»، فإن بعض المنصات الإعلامية راحت تبرّر أسباب الاعتداءات الإسرائيلية. على سبيل المثال، لفتت «العربية» الى أن «اسرائيل» قصفت كما في الأعوام السابقة «أهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله في سوريا»، في وقت تحفظت فيه «سكاي نيوز» ضمن أخبارها العاجلة على مصطلح «معادية» عندما نقلت خبراً عن «التلفزيون السوري»، وتصديه للصواريخ المعادية على مطار «تيفور». وخصصت lbci أمس تقريراً عن الإعتداءات (إعداد نيكول حجل)، فردت فيه مساحة لما قاله «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الصواريخ استهدفت «تمركزات ومستودعات للإيرانيين ولحزب الله»، وختمت التقرير بمساحة أخرى، لتظهير ما قاله بنيامين نتنياهو بأنه «لن يتغاضى عن أي إطلاق للنار وسيردّ بقوة على أي عدوان». هكذا، في دقائق معدودة، نرى تبريراً من جهة للعدوان، وأخرى نقلاً عن ألسنة العدو، وتهديداته، كأننا أمام إعلام لا يقيم مساحة مهنية من كل ما يحدث. على غرار lbci، عنونت mtv، أمس، تقريرها «اسرائيل تقصف سوريا»، كأنها تزهو بهذا الحدث، وفي المضمون، نقل ببغائي عن الوكالات الإخبارية التي أوردت بأن «القتلى موالون للنظام» ينتمون الى «جنسيات مختلفة»، اضافة الى انهاء التقرير بنقل تحميل «اسرائيل» سوريا المسؤولية عن أي «اعتداء» يطالها.