أخيراً، ردّ صناع مسلسل «الكاتب» (رؤية وسيناريو وحوار ريم حنا ــ إخراج رامي حنا ــ إنتاج «إيغل فيلمز») على الاتهامات الموجهة إليهم بالسرقة الفنيّة من جهات عدّة أبرزها الروائيّ التونسي كمال الرياحي والسيناريست السوري خلدون قتلان. الردّ لم يأتِ في بيان أو مؤتمر صحافي أو حتى عبر مصادر، بل في مشهد ختامي أعدّ على عجل لتتم إضافته إلى الحلقة الأخيرة من المسلسل. ولا شك في أنّ مبدأ «الردّ على أرض الملعب» هو الأمثل والأرقى في مواجهة الانتقادات، شرط أن تمتاز التسديدة بالقوّة اللازمة وحسن التصويب. فهل كانت تسديدة «الكاتب» مُحكمة؟ المشهد يُظهر كاتب الروايات البوليسيّة الشهير «يونس جبران» (باسل خياط) خارجاً من احتفال توقيع روايته الأخيرة «الجريمة الكاملة» التي يروي فيها قصته الحقيقيّة بعد اتهامه بارتكاب مجموعة من الجرائم قبل أن تتضح براءته لاحقاً، وبرفقته مخرج العمل رامي حنا الذي يطلّ كضيف شرف مجسّداً شخصيّة المخرج «رامح». يعاتب «جبران» صديقه «رامح» لمقاطعته إيَّاه بعد اتهامه من قبل «سيد حلمي» (مجدي مشموشي) بسرقة روايته «حارس القمر»، وقبل أن يجيب يذكّره بأنّه متهم بدوره بكونه «حرامي مشاهد». هنا، يسأله الأخير عن ماهيّة المشاهد المسروقة، فيُخبره الكاتب عن مشهد للبطل وهو يغسل وجهه بعد عودته من النوم، وآخر لشقيقته وهي تأكل تفاحة، وثالث للجار الذي صعد إليه وطرق على باب شقته، قائلاً إنّها مسروقة من أفلام للسينمائي الأميركي كوينتن تارانتينو، ليقتصر ردّ «رامح» (أو رامي) على كلمة واحدة: العَمَش! (يقصد «العمى»).
والحقّ أنّ المشاهد بعد ثلاثين حلقة قائمة على التشويق ومتخمة بالجرائم، وبعد اكتشافه أن القاتل الحقيقي ليس سوى «مجدولين» (دانييلا رحمة) حبيبة الكاتب ومحاميته المرهفة والرقيقة، قد يكون بحاجة إلى قَفلة كوميديّة تكسر حدّة الحدث الدراميّ ويلتقط معها أنفاسه. لكن الثابت أيضاً أنَّ تسطيح الاتهامات وتسخيف أصحابها، وهي المستندة إلى تماهٍ قارب حدّ التطابق كما في حالة الرياحي وقتلان تحديداً، ليس الردّ الذي انتظره المتابعون والذي يحترم عقل مشاهد بات يعرف أنَّ الأمر أبعد كثيراً من بطل يغسل وجهه أو بطلة تأكل تفاحة، ولا يملك أن يقول إزاء انتهاكات الملكية الفكرية في بلادنا سوى: «العَمَش»!