وسط تضارب في الروايات بشأن حادثة «دير الأحمر» البقاعية، التي أدت الى تهجير أكثر من 700 لاجىء سوري، كانوا يقطنون مخيم «كاريتاس»، واصابة عنصر في «الدفاع المدني»، استيقظ في الساعات الماضية خطاب اتسم بالتحريض وبالتخويف، قاده سياسيون، وصحافيون، وأناس عاديون وجدوا متعة في نشر صور لبعض اللاجئين قيل إنها من هناك، راكعين أمام عناصر من الجيش اللبناني، وأرفقوها بعبارة «دعوسوهم»، أو صور لمخيمات تحترق أضرمت بها النيران أمس، عمداً بدافع الانتقام، أو في العودة الى خطاب قديم، يخص الذاكرة الجماعية بين اللبنانيين والسوريين إبان الحرب الأهلية. الحادثة ذات عناصر متداخلة، تضيع فيها الحقيقة، حول أسباب قيام بعض النازحين برشق سيارة الدفاع المدني بالحجارة، فهل لأنها أتت متأخرة عن إخماد حريق اشتعل الى جانب المخيم، أم لأن السيارة داست في طريقها بعض خيم النازحين واعتُقد أن أطفالاً كانوا بداخلها؟ هذا الواقع انسحب انقساماً بين المحطات المحلية. فيما ظلت المنصات الإفتراضية، تشتعل غضباً وتحريضاً، خاصة من قبل جمهور «القوات» وسياسييه، تباينت إعلامياً أساليب التعاطي مع الحادثة. حرصت lbci (تقرير نيكول حجل) على سرد الروايتين المتضاربتين، بشهادات من اللاجئين من جهة وبتصريح من محافظ بعلبك -الهرمل بشير خضر، الذي برر حظره التجول للاجئين تخفيفاً للاحتقان، فيما كانت otv تتحدث (تقرير شربل صفير) عن «التداعيات الخطيرة التي تأخذ في التضاعف» بشأن النازحين السوريين، وتخفف من أسباب نشوب الحادث. قناة mtv وصفت ما حصل بـ «القرار الحاسم بإزالة المخيم». مراسلة المحطة رنين ادريس، جالت داخل المخيم، واستصرحت رئيس «اتحاد بلديات دير الأحمر» جان فخري، وكان لافتاً ما قاله رئيس بلدية دير الأحمر، لطيف قزح، الذي استرجع خطاباً شعبوياً، وحمّس من حوله للتصفيق. قزح قال لمحطة «المرّ»: «كتار جرّبوا يفوتو قبل على دير الأحمر بالقوة، وما حدا بيقدر يفوت على دير الأحمر»، فيما أنهت المراسلة تقريرها، باختصار المشهد بأن ما حدث كان جراء «غيرة البلدة على أبنائها» ووقوفها «بالمرصاد أمام المخرّبين». وكان لافتاً أيضاً، تصريح راعي أبرشية بعلبك للموارنة، الذي «منّن» السوريين، بالغذاء والدواء والمسكن، وعاد بالزمن الى الخلاف السوري اللبناني إبان الحرب الأهلية. من جهتها، بثت «الجديد» أمس تقريراً، اتسم بالموضوعية (غدي أبو موسى) من خلال استخدام المصطلحات اللازمة كـ «بعض اللاجئين» كي لا يصار الى التعميم، عدا سؤال المراسل لرئيس اتحاد بلدية دير الأحمر عن أسباب الحكم على جميع اللاجئين، ولم ينس التقرير تمويه وجوه النازحين سيما الأطفال منهم.