عايدة صبرا وجوليا قصّار وأنجو ريحان
مسلسل «إنتي مين؟»



لمع الثلاثي في مسلسل «إنتي مين»، حتى إنّهن خطفن الأضواء من جميع شخصيات المسلسل. ربما وحده نقولا دانيال صمد أمام هذه الشخصيات الآخذة. عايدة صبرا (الصورة) واحدة من أهم ممثلات الإيماء ومدربات التمثيل في لبنان. لذلك لم يكن غريباً عليها أن تشد الأضواء من حولها، ما ينهك عايدة في المعتاد هو ذاته ما تعرضت له في المسلسل: إصرار المخرجين/ كُتاب الدراما على حصرها في أدوار معينة، مع العلم أنّها واحدة من أهم ممثلات جيلها وما بعده. جوليا قصّار بدورها واحدة من أهم ممثلات المسرح في لبنان، والأداء المسرحي الذي مارسته في المسلسل كان ممتعاً ومسلياً، وهو ما تحتاج له الشاشات العربية. الأمر نفسه ينسحب على أنجو ريحان التي تمتلك حرفة عالية تجعلها في أغلب مشاهدها قادرة على «سحب البساط» من تحت جميع من هم في مشهدها

محمد عقيل
مسلسل «الهيبة ـ الحصاد»



يمكن اعتبار محمد عقيل نوعاً من إعادة الاعتبار للممثل اللبناني «الرجل» بعيداً عن «الفذلكات» و«عارضي الأزياء» و«ممثلي العضلات» الذين تسيدوا المسلسلات اللبنانية منذ أعوام. عقيل القادم من خلفية مسرحية، يتمتع بخبرة كبيرة من خلال مشاركات في أعمال عدة مثل «منمنات تاريخية» (لسعد الله ونوس)؛ وفيلمي «باب الشمس» (ليسري نصر الله)، و«أشباح بيروت» (غسان سلهب). برز أداء عقيل في مسلسل «الهيبة» بشخصية «الختيار» بعيداً عن كل «الاستعراضات» و«خزعبلات» المسلسل. كان عقيل كما يجب أن يكون، وربما تأثّر صنّاع المسلسل بأدائه في مسلسل «بيروت واو» للمخرج والكاتب فادي ناصر الدين الذي قدّمه بطريقة جميلة وفي شخصية مشابهة لشخصيته في مسلسل «الهيبة» وإن بنكهة مختلفة (نظراً إلى طبيعة الدور).

إيلي نجيم وغابريال يمّين
مسلسل «الكاتب»



يمكن اعتبار إيلي نجيم وغابريال يمّين (الصورة) سبباً رئيساً في جعل مسلسل «الكاتب» محتملاً للمشاهدة. ضغط الأحداث وطبيعة القصة والشخصيات الرئيسية جعلت المسلسل «مغمّاً ومنهكاً» في شهر الصيام. ورغم مهارات نجمي العمل باسل خياط ومجدي مشموشي (ظهر بكثافة فقط في حلقات المسلسل العشر الأواخر)، إلا أنه يمكن القول بأنَّ الكاتبة ريم حنا لم توفّق في جعل المسلسل يسير بنمط «محتمل» لولا وجود نجيم ويمين. يخفف نجيم ويمّين من «وطأة» ثقل الأحداث والنمط البوليسي للمسلسل. ينجح يمّين في تقديم شخصية «محببة وشريرة» في آن. أما نجيم الذي نال فرصته الكبرى مع المخرجة والمسرحية عايدة صبرا في عدد من أعمالها، فقد قدّم أوراق اعتماده ليكون في طليعة مستحقي الأدوار الجيدة في الأعمال الرمضانية (أو سواها) المقبلة.

فادي أبي سمرا
مسلسل «دقيقة صمت»



كثيرون يمكن أن يراهنوا على أنَّ العمل في مواجهة نجوم مثل عابد فهد والمتجدد خالد القيش ليس سهلاً أبداً. لكن فادي أبي سمرا أثبت أنه قادر على أن يؤدي كما الكبار. كان أبي سمرا قد قدّم أداء جيداً في شخصية «الشرير» في مسلسل «الهيبة» العام الفائت، وإن كان النص «منهكاً» خصوصاً في الحلقات الأخيرة. هذا الدور كان فاتحة خير عليه، فقدّم هذا العام دورين وإن كانا مختلفين إلى حدٍّ كبير. نجح الممثل اللبناني في تقديم شخصية أدهم في مسلسل «دقيقة صمت» بطريقة تليق بالشخصية، وإن لامه البعض خاطئاً على إظهار الشخصية على أنها «ضعيفة»؛ مع العلم أنَّ الشخصية هي طبيعتها «هكذا»، ولهذا يجب تأديتها بهذه الطريقة. أداء أبي سمرا المتنوع والمختلف يمكن المراكمة عليه في مسلسلات وأدوار أهم وأكبر بالتأكيد.

ندى أبو فرحات
مسلسل «بيروت واو»



هي تختلف اختلافاً جذرياً عن ندى أبو فرحات في مسلسل «الكاتب». في «بيروت واو»، نجد ندى حرةً، وأكثر جرأةً، تمتلك ناصية الدور، فيما تبدو مترددة خائفة في أغلب مشاهدها في «الكاتب». تمتلك ندى موهبةً كبيرة، وقد أثبتتها مراراً على خشبة المسرح. مع هذا، يخفت أداؤها في بعض الأدوار التلفزيونية أحياناً، ومن دون أي سبب منطقي. أما في «بيروت واو»، فقد شاهدنا الممثلة اللبنانية تقدم أداء جميلاً سهلاً وممتنعاً في آنٍ حتى في لحظات خوفها بدت هي هي، فيقتنع المشاهد بأنه ليس أمام ممثلة، بل أمام هذه الشخصية المقاربة لفكرة الـgirl next door الفكرة الأكثر شيوعاً في الدراما/ السينما الغربية منذ تسعينيات القرن الماضي.

ستيفاني صليبا
مسلسل «دقيقة صمت»



طبعاً يجب الإشارة إلى أنَّ الممثلة الجميلة لم تلغ الاعتماد على جمالها في دورها في «دقيقة صمت»؛ لكن إصرارها على «التمثيل» بدلاً من التركيز على جمالها يمكن الإشادة به كثيراً. قدمت صليبا أداء جيداً العام الفائت عند مشاركتها في المسلسل المصري «فوق السحاب» (مع المخرج رؤوف عبد العزيز وبطولة هاني سلامة). وهو ربما ما رشحها لتقديم أداء جيد في «دقيقة صمت» هذا العام. عانت صليبا في البداية بالتأكيد أمام ممثلين كبار في «دقيقة صمت» في المشاهد التي جمعتها بهم، خصوصاً أندريه سكاف (بحكم أن أغلب مشاهدها كانت معه تقريباً)؛ لكنها سرعان ما انسجمت وخفت ذلك «الفارق» وبدا كما لو أنّها في «محيطها الطبيعي» وهو أمرٌ يعد بالكثير بالتأكيد.