على جزءين اثنين، امتدّ مسلسل «آخر الليل» (قصة ديمتري ملكي-معالجة درامية: عبير صيّاح- اخراج أسامة الحمد) على «الجديد». أمس عرضت الحلقة الأخيرة من العمل الدرامي الذي رافق المتابعين قبيل وبعد رمضان، لتصل حلقاته الى 76. المسلسل الذي يجمع ممثلين سوريين ولبنانيين، اتكأ بشكل أساسي على لعبة الصدف وتكرار قصص لثنائيات وثلاثيات عاطفية. في الجزء الأول الذي يكون محوره الممثل القدير جورج شلهوب، نتعرف عليه في شخصية «فريد» الرجل الأعمال الفاحش الثراء. وعلى الطريقة المكسيكية، هربت المساعدة المنزلية (ختام اللحام) من قصره بعد إنجاب زوجته لتوأم، بقيت واحدة تربت في المنزل (دور نادين) والأخرى في بيت فقير (زينة). تلعب هنا الوجه الجديد ماري بيل طربيه هذين الدورين، ونجحت في تجسيد طبائع كل شخصية بتناقضاتها عن شقيقتها. وعلى الطريقة المكسيكية أيضاً، يكتشف المتابع بأن لـ «فريد» ولداً من علاقة عاطفية سابقة حصلت بعد شجاره مع زوجته. هنا، تظهر الممثلة السورية فاديا الخطاب كأم للممثل محمد الأحمد، في ظرف معيشي معدم، ليصار بعد ذلك، وبسرعة شديدة الى اعتراف الأب بابنه ومنحه التسيّد على امبراطوريته. لعل المضحك في أحداث الجزء الأول، تعرض التوأم في اليوم عينه الى حوادث مدبرة، لتضحي كل واحدة منهما في منزل الأخرى. فتكتشف «زينة» العيش في قصر فخم، وهي غير الراضية عن حياة الفقر والعوز، مقابل عيش «نادين» في بيت ختام اللحام، ورضاها التام عن حياة الفقر وتحمل المسؤوليات وأعباء الحياة. التبديل الذي حدث بين الشابتين التوأم، ضمن ظروف غير مقنعة درامياً، تدخل فيها في ما بعد حبكة مضحكة أيضاً، كون «نادين» تغرم بخطيب اختها، وتقيم معه علاقة جنسية، ويكتشف بعدها أنها غير عذراء، بخلاف «زينة» خطيبته التي ترفض أن تقيم علاقة بصديق اختها. في حلقة أمس، وبعد الحفلة الجنونية التي اقامها خطيب زينة أي «دوري» (نيكولا مزهر)، بعد اكتشافه للحقيقة، نرى أنه كان يعرف بأن من كانت معه ليست خطيبته بل امرأة أخرى اغرم بها بعد هيامه بشقيقتها. هكذا، تتم الصلحة، بين «نادين» و«دوري» ويعودان حبيبين، فيما تحلّ قصة ابن «فريد» (وسام صليبا) الذي يعشق امرأة غير خطيبته (غنوة محمود)، ويقع في غرامها صدفة أيضاً (تؤدي الدور تينا يموت)، ليدخل كما رأينا الى بيت أهلها وتعود الأمور وردية بقبول الأب (غبريال يمين) به كزوج لابنته بعدما تخلى عنها في السابق وزُجّ بها في السجن. في خلاصة العمل الدرامي تركيب لأحداث لا تمت بالواقع بصلة، لكنها تشكل فسحة للترفيه، وللمتابعة لمعرفة باقي الأحداث التي شابها بالتأكيد التطويل، مع تنويه ببعض الأدوار التي رفعت العمل كدور غابريال يمين الذي أتقن بالفعل تجسيد دور الأب المكافح والخائف على عائلته وأولاده.