أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أخيراً تخليها عن نشر رسوم كاريكاتورية سياسية في نسختها الدولية، بعد نحو شهر على بدء سجال حول كاريكاتور اعتبر «معادياً للسامية». وأشارت المطبوعة اليومية إلى أنّها كانت تبحث منذ عام عن «مواءمة» النسخة الدولية مع تلك الأميركية التي تخلّت عن الرسوم السياسية منذ سنوات عدّة. ولفتت إلى أنّها تنوي تنفيذ هذه الخطة اعتباراً من الأوّل من تموز (يوليو) المقبل.وكانت الصحيفة قد نشرت في نيسان (أبريل) الماضي في نسختها الدولية كاريكاتوراً أثار ضجة كبيرة ويصوّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ظهر نتنياهو في الكاريكاتور بهيئة كلب إرشاد، يرتدي قلادة لنجمة داود، بينما يقيّده الرئيس الأميركي الذي يبدو كفيفاً ويضع على رأسه قلنسوة. وقدّمت الصحيفة اعتذارها، غير أنّها ذهبت في النهاية أبعد من ذلك بسبب عدم توقف الجدل.

وأطلق مدير المطبوعة آرثر غريغ سالزبرغر إجراءً تأديبياً ضدّ المسؤول عن النسخة الدولية، الذي اختار نشر كاريكاتور الرسام أنطونيو موريرا أنطونيز. كما قرر أيضاً وقف نشر رسومات كاريكاتور تعرضها شركة خارجية، كما هي حال الكاريكاتور المثير للجدل.
من جانبه، اعتبر اللبناني ــ السويسري باتريك شابات (52 عاماً) في تعليق نشره على موقعه، وهو أحد رسامي «نيويورك تايمز» الشهيرين منذ أكثر من 20 عاماً، أنّ القرار الذي أُعلِن أوّل من أمس الإثنين يرتبط مباشرة بهذه القضية، معبّراً عن أسفه لأن «تبقى كل سنوات العمل تلك غير مكتملة بسبب رسمة واحدة ــ لم تكن لي ــ وما كان يجب نشرها على الإطلاق في أفضل صحيفة في العالم»، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتابع باتريك: «في السنوات الأخيرة، بعض أفضل رسامي الكاريكاتور في الصحافة (...) خسروا عملهم لأنّ ناشريهم كانوا يجدونهم انتقاديين جداً تجاه (دونالد) ترامب»، مشيراً إلى أنّه «ربما ينبغي لنا أن نبدأ بالشعور بالقلق (...) وأن نتمرّد». وختم قائلاً: «رسامو الكاريكاتور في الصحافة ولدوا مع الديمقراطية، وعندما تكون الحريات مهددة، هم أيضاً يكونون مهددين».
أما المسؤول عن قسم الافتتاحيات في «نيويورك تايمز» جيمس بينت، فأكد في بيان أنّ الصحيفة ترغب في مواصلة العمل مع باتريك شابات في المستقبل ومع هنغ كيم سونغ، رسامها الآخر الشهير، لكن بصيغة جديدة.