ما زالت مستمرة الموجة الهستيرية التي طالت فرقة «مشروع ليلى»، واتهامها بـ«اهانة المقدسات المسيحية»، وتحرك جهات سياسية ودينية في محاولة لإيقاف حفلتها ضمن «مهرجانات بيبلوس الدولية» في التاسع من آب (أغسطس)، ورد الفرقة على هذه الإتهامات التي بنيت على انتقاد أغنية «الجن» التي يعود إصدارها الى العام 2015، وقد أدتّها فرقة الروك البديلة مرات عدة في لبنان وضمن مهرجانات عالمية ولم تلق اي اعتراض وقتذاك. أمس، بدا المشهد أقرب الى حفلة مزايدات سياسية، وحتى شد عصب الشارع «المسيحي» بخروج بيانات وخطابات صادرة عن جهات دينية. الإعلام المحلي، المعني بتغطية هذا الجدل، ظلت مقاربة الغالبية منه، تقع ضمن السطحية، واستسهال في المعالجة، ما خلا lbci، التي قاربت القضية بعمق أكثر من غيرها. تقرير رودين أبي خليل، طرح الجدل الدائر في البلاد في الساعات الأخيرة. وقد أعطت المعدّة الكلام لرئيس «المركز الكاثوليكي للإعلام» عبدو ابو كسم، الذي تنقل أمس بين الشاشات كنجم أوحد. أبو كسم كرّر اتهام الفرقة بـ «المسّ بالمعتقد المسيحي»، ولوّح بإمكانية رفع دعوى قضائية في القضاء المستعجل. التقرير أضاء أيضاً على بيان فرقة «مشروع ليلى»، وعلى الأغنية المثار حولها الجدل، وفي ختامه، ذكرت أبي خليل، بالقوانين اللبنانية، وبالدستور الذي يحمي حرية التعبير، وقالت: «لا يحق لا لمرجعيات دينية أو مدنية إدانة أحد»، واضعة تقييم أعمال الفرقة بين يدي الجمهور الذي يختار بدوره إما أن يحصر الحفلة أو يقاطعها. كلام جوهري تحتاجه الميديا اللبنانية، التي غيّب بعضها هذه الحيثية أو أقله لم تناقش أو تحاجج ضيوفها «المنقضّين» على الفرقة. على سبيل المثال، لفتت «الجديد» في نشرة أخبارها أمس الى أن «مشروع ليلى» «تقرب المحظور». تقرير (عمر خداج) استضاف أبو كسم، الذي اتهم الفرقة بـ«إثارة النعرات»، و«التعدي على كرامة المسيحيين»، كلام لم يعترض عليه خداج، أو أقله لم يعلق عليه أحد، كي يرسي التوازن المطلوب في التقرير. هكذا، ظلت المقاربة أسيرة الجهات الدينية المحرّضة، في ظل تغييب بيان الفرقة، والخلفية اللازمة للجدل المفتعل حولها. قناة mtv تعاطت بدورها، بمسافة مع ما حدث، ووضعت وجهتيّ النظر في تقريرها المسائي، مع التركيز على التحرك «الشعبي» المرتقب إبان موعد الحفلة، على ميناء جبيل. أما otv، فوضعت القضية ضمن «جدلية الفن والدين». تقرير (جورج عبود)، يبرر حملة «الكنيسة» على الفرقة، بالقول بأن الكنيسة «اضطرت» بعد الضغوط الشعبية، الى «التدخل». ظهر أبو كسم أيضاً، هنا، ليعتمد على «بعض الفيديوات التي وصلته» كما قال، ويبني عليها حملته الشرسة ضد الفرقة، مردداً أن «المثلية» من «مسؤوليات الدولة»، وأنه يرضخ لقرار «مطرانية جبيل»،بعد سؤاله عن إمكانية تراجع المطرانية عن دعوتها لإيقاف الحفلة.