بعد احتدام الحملة على فرقة «مشروع ليلى»، وتداخل السياسة بمواقف كنسية في سبيل إيقاف حفلتهم في جبيل، وإجبارها لاحقاً على حذف أغنيات اعتبرت أنّها تمسّ بـ «الديانة المسيحية»، نشر المخرج شربل خليل قبل يومين، تغريدة، اعتقد كثيرون أنها تندرج ضمن خانة السخرية التي اعتاد عليها خليل في التعبير عن مواقفه. تغريدة تستهدف مثليي الجنس، وتخبرهم بـ«مشروع مار شربل» الذي «سيخلّص» هؤلاء من «مثليتهم». كلام أرفقه المخرج اللبناني بصورة للقديس شربل، استطاعت اثارة الجدل في الساعات الأخيرة. بعد ذلك، نشر سلسلة تغريدات أخرى تؤكد بأن كلامه جدي، وأنه لا يمزح مع «مار شربل»، وقام بعدها بحذف التغريدة، بعد جملة تعليقات اتهمته برهاب المثلية، وانتقدت كلامه بشدّة. حذف خليل تغريدته وأعاد نشرها مرة أخرى، بعدما قام بحملة حظر (Block) واسعة لمنتقديه، خاصة ممن يعملون في الميدان الإعلامي. إنها المرة الأولى، التي يتخذ فيها شربل خليل هذا المنحى في انتقاد المثلية، واعتبارها مرضاً وجب شفاؤها بـ «مساعدة» القديسين. خلفية هذا الأمر واضحة بالتركيز على ما حصل مع «مشروع ليلى»، واتهمها بـ«الترويج للمثلية» في نقاش جانبي فُعلّ أخيراً، وتركيز خليل هذه المرة على هذا الشق دون سواه.
مشهدية تظهر ارتفاع منسوب رفض الآخر وغياب التسامح، ورهاب المثليين، وانتشار العصبية الدينية. خليل الذي تعرض لمواقف شتى وحلّل دمه مرات عدة، بسبب استكشاته الكوميدية، أو بسبب نشر تغريدات اعتبرت «مسيئة للإسلام» (نشره إمرأة على السرير تجلس على علم «داعش»)، وتدخل «دار الفتوى» وقتها، يمارس هذه المرة أصولية «مسيحية» على أفراد فرقة موسيقية، ويعيد التغريد تأكيداً على كلامه الذي لم يدخله هذه المرة ضمن الإطار الكوميدي!