على تويتر، احتلّ وسم «#بعلبكي_وافتخر» أمس قائمة التداول. وسم ظهّرت فيه مساحة الحديث عن الوجه الآخر «لمدينة الشمس». وجه يجمع مكونات الحضارة والحياة، ويضم أبرز معالمها التاريخية، الى جانب وجوه استذكرها الناشطون طبعت مسيرة مضيئة في تاريخ بعلبك. ليست المرة الأولى، التي يجهد فيها هؤلاء، وغيرهم من أبناء المدينة البقاعية، عند كل مفترق، لإعادة تظهير وجه مغيب أو غائب عن بعلبك. فجر أمس، وقعت مذبحة مرّوعة، على خلفية «موال» أو بيت من «العتابا»، غنّاه المطرب علي ياسين في زفاف بين آل مدلج وآل أمهز، تحول الى تلاسن ووقوع ضحايا. روايات متضاربة ساقها الإعلام، في ظل تكتم الجهات المباشرة عن الإدلاء بشهاداتها، وترك المجال أمام تأويلات كثيرة، تتناول الحادثة كما حصلت إبان خروج ياسين وشقيقه من حفلة الزفاف. قد لا تهم هذه التفاصيل مقابل الصورة السريالية، التي خيمت على مسرح الجريمة، وعلى الأسباب التي أودت الى هذه المجزرة في مناسبة يفترض أن تحمل الفرح لا المآتم. مرة جديدة، بعلبك، و«حي الشراونة» (مسقط رأس أحد الضحايا من عائلة زعيتر)، محط للأنظار، وللأحكام الجاهزة، التي عادة ما تعمّم في مناسبات أقل وطأة مما حصل فجر الأحد.
قد لا نملك معطيات حسّية عن جدوى إطلاق هاشتاغ على تويتر، ومشاركة الناشطين بكثافة في إظهار الوجه الجميل والحضاري لبعلبك، وحتى عن إخفاق أو ايصال الوسم رسالته. مهمة صعبة بالتأكيد، تعود بنا، سنوات الى الوراء، وقد ساهم في ذلك، الإعلام بكل تفرعاته، الذي أخذ الغالب منه، يستسهل إطلاق الأحكام، مكرساً في ذلك، صورة نمطية سلبية، فكيف إذا تقاطعت مع مذبحة كالتي حصلت في بلدة «يونين»؟ الناظر في كيفية تعاطي وسائل الإعلام المحلية، مع الحادثة، لا بدّ من أن ينتبه الى التفاوت الذي طالها، وطال طرق معالجتها. لعل الأكثر فقاعة كان تقرير mtv (أليزابيت أبو سمرا)، في نشرة أخبارها أمس، الذي جزم بأنّ بعلبك وحدها دون غيرها تدخل «لغة السلاح»، وتعتبرها أمراً عادياً»، غير «محرم»، وأن استخدام السلاح «أولوية في أي إشكال». طبعاً، عمّم التقرير هنا، وجزم بالنتائج، قبل توصيف ما حدث، وخلفياته. وهذا الأمر يدل على افتقار المعدّة لأدوات الإعداد المهني والموضوعي للتقارير التلفزيونية، حتى وان أرادت سوق رأيها وانطباعاتها. في المقابل، ركز تقرير «الجديد» (حليمة طبيعة) من دون أن يكون خطابه مباشراً في هذا المجال، على كسر هذه الصور المنمطة عن المنطقة. نتحدث هنا، عن تصريح رئيس بلدية «يونين» ابراهيم الدرة، الذي طالب بـ «ضبط السلاح المتفلت»، وحاول جاهداً دفع سمة الجرائم عن بلدته، والقول بأن المجزرة حدثت على تخوم البلدة لا داخلها. كان من الأهمية إعادة بث ما قاله الشيخ شوقي زعيتر، الذي دعا بعد صلاته على احدى الضحايا، الى تهدئة النفوس، واعتبار أن الحادث لم يكن مقصوداً. كلام أعادت بثه lbci، أمس، مع سردها لرواية أخرى غير تلك المتداولة.