قبل ثلاث سنوات، حطّت «نتفليكس» رحالها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن خطّتها التوسّعية التي شملت 130 بلداً إضافياً حول العالم، لتصبح الشبكة الأميركية الرائدة في مجال إنتاج وبثّ المحتوى الترفيهي بواسطة تقنية التدفّق عبر الإنترنت (ستريمينغ) متوافرة في 190 دولة حول العالم. الشركة التي انطلقت عام 1997 كخدمة أميركية توفّر أقراص الـ«دي في دي» عبر البريد الإلكتروني، اقتربت من حاجز الـ 150 مليون مستخدم عالمياً بعدما كسرت رقماً قياسياً في الربع الأوّل من العام الحالي بجذب 9.6 مليون اشتراك جديد، وفق ما ورد في تقرير رسمي صادر عنها، من دون أن ننسى أنّها تحوّلت إلى «كابوس» بالنسبة إلى صنّاع الترفيه وسوق الإعلانات التلفزيونية، كما فرضت نفسها منافساً في مجال السينما على الرغم من الانتقادات. لكن كما في العالم كذلك في المنطقة، تواجه «نتفليكس» منافسة شرسة على أكثر من صعيد للاستحواذ على الجمهور العربي، إلى جانب ديونها الآخذة في التزايد (راجع الكادرَيْن في مكان آخر من الصفحة).
من موقع Medium

رافقت منصة «أمازون برايم فيديو» وصول «نتفليكس» إلى ديارنا، من دون أن تبرز كخصم حقيقي حتى اللحظة. في ظلّ الواقع الجديد، كان لا بدّ لـ «نتفليكس» أن تخاطب الشعوب (لا سيّما الشباب) بالعربية وتخصّهم بمحتوى «يشبههم». بدأت القصة في آذار (مارس) 2018 بعرض ستاند ــ آب كوميدي مخيّب للآمال خاص باللبناني عادل كرم، تبعه في حزيران (يونيو) الماضي إطلاق أوّل إنتاجاتها الدرامية الأصلية الناطقة بلغة الضاد بعنوان «جنّ» (كتابة باسل غندور، وإخراج ميرجان بو شعيا وأمين مطالقة). المسلسل الأردني الذي أثار جدلاً واسعاً لم يرق إلى مستوى التوقعات، ينتمي إلى فئة التشويق والإثارة والغموض ويتناول قصة مجموعة من المراهقين يقومون برحلة إلى مدينة البتراء الأثرية. قبل ذلك، كشفت الشبكة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرّاً لها أنّ ثاني إنتاجاتها العربية سيحمل اسم «مدرسة الروابي للبنات» (إخراج وكتابة تيما الشوملي وشيرين كمال)، لتتبع ذلك بإعلان جديد تؤكّد فيه أنّها ستحوّل روايات «ما وراء الطبيعة» للكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق (1962 ــ 2018) إلى عمل درامي يتشارك إنجازه المصريان عمرو سلامة ومحمد حفظي.
وفي رمضان 2019، حظيت «نتفليكس» بالعرض الأوّل لمسلسل «الكاتب» (كتابة ريم حنا، إخراج رامي حنّا ــ إنتاج «إيغل فيلمز») قبل أن يجد طريقه إلى شاشات عربية في وقت لاحق من اليوم نفسه، إلى جانب عرضها ثلاثة مسلسلات خليجية في شهر الصوم، هي: «أنا عندي نص» (تأليف حمد الرومي، وإخراج منير الزعبي)، و«ماذا لو» (تأليف فيصل البلوشي، ومعالجة درامية عدنان بالعيس، وإخراج حسين دشتي)، و«حضن الشوك» (تأليف عبد الله سعد، وإخراج حمد البدري). قبل ذلك، صار بإمكان المشاهد الاستمتاع بباقة من المسلسلات العربية التي صدرت في السنوات الماضية، من بينها «غراند أوتيل» (تأليف تامر حبيب، وإخراج محمد شاكر خضير) مثلاً. وها هي في 8 آب (أغسطس) المقبل، تتحضّر لعرض مسلسل لبناني مؤلّف من 15 حلقة يحمل اسم «دولار» (مجموعة كتّاب تحت إشراف السيناريست هشام هلال، وإخراج سامر البرقاوي ـ إنتاج «صبّاح إخوان») الذي تتشارك بطولته الجزائرية أمل بوشوشة واللبناني عادل كرم. لا شكّ في أنّ التعاون بين «نتفليكس» وهذه الجهة المنتجة في هذا العمل سيُترجم على الأرض بشكل أوضح في المرحلة المقبلة، غير أنّ القائمين على الشركة اللبنانية يفضّلون التزام الصمت الإعلامي وفق ما أخبرونا!
في حديث مع «الأخبار»، يشدّد متحدث باسم Netflix MENA على «أنّنا متحمّسون للاستثمار في المزيد من الأعمال الأصلية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال العمل والتعاون مع صانعي الأفلام والمنتجين حول المنطقة لتطوير أفكارهم ورؤيتهم إلى أعمال درامية مثيرة تصل إلى جماهير عالمية من خلال منصتنا». وحول الإنتاجات التي عُرضت وتلك التي يتم التحضير لها، يضيف أنّ هذه الأعمال «تعكس التزامنا بالاستثمار في اكتشاف المزيد من القصص والمواهب في المنطقة. هذا إلى جانب منح صانعي الأفلام في الشرق الأوسط والجماهير فرصة الوجود على منصة عالمية لرواية والاستماع إلى قصص مختلفة خارج النمط المعتاد».
خلال زيارة مقتضبة إلى مكتبه في الحمرا، يُخبرنا صاحب ومدير «إيغل فيلمز» جمال سنان بوجود «شراكة استراتيجية في الشرق الأوسط» مع «نتفليكس» بدأت قبل فترة مع شراء حقوق عرض الأفلام التي تسوّقها الشركة في المنطقة، قبل أن تتطوّر خلال الأشهر الماضية ونراها على الشاشة عبر «الكاتب». «تسونامي الـ «ستريمينغ» الذي يكتسح العالم، كان موجوداً في العالم العربي على شكل «شاهد» وأخواته لكن ليس بالحجم الذي هو عليه اليوم»، يقول. ويضيف: «لا شك في أنّ «نتفليكس» غيّرت وجه الخارطة الإنتاجية وهي من ضمن شركات عدّة في العالم ناشطة في هذا المجال، بالإضافة إلى أخرى ستولد قريباً... ولأنّنا لمسنا قدوم هذا التغيير، بدأنا إعداد خطط إنتاجية تصبح من خلالها أعمالنا مكتملة لناحية أدق التفاصيل وقادرة على المنافسة. هكذا، بدأنا برفع سقف الميزانيات التي لم تكن متدنية أساساً».
يرى سنّان أنّ الجيل الجديد، لا سيّما المغتربين العرب، يفضّلون المشاهدة عبر منصات الـ «ستريمينغ» و«نحن نقدّم لهم أعمالاً جميلة وجذّابة ومتقنة بلغتهم الأم وبصورة أقرب لأهوائهم»، موضحاً أنّه «متجهون نحو تغيير جذري في خارطة الإنتاجات ومواعيد العرض. أي أنّنا لن نحصر العروض بمواسم درامية معيّنة، كشهر رمضان». وعن الأعمال الموضوعة على النار لعرضها عبر منصات وشبكات الـ streaming، يكشف سنّان وجود مسلسلات عدّة لا يتعدّى عدد حلقاتها أصابع اليدين: «من الآن حتى رمضان المقبل، ستتابعون مجموعة أعمال حصرياً على «نتفليكس» و«شاهد»...». هناك مسلسل أكشن لصالح «نتفليكس» من إخراج رامي حنّا وبطولة النجم السوري باسل خياط، عبارة عن فورما أوروبية مؤلفة من 10 حلقات، والمسلسل الكويتي «جُمان» (تأليف علياء الكاظمي، وإخراج خالد جمال) من بطولة عدد من نجوم الشاشة الخليجية (أمثال: نور الغندور، ومهند الحمدي، وفوز الشطي، ومحمد الدوسري...). و«من الضاحية إلى الضاحية» الذي ينطلق تصويره الشهر المقبل، فضلاً عن مسلسل رعب يُدعى «أهل الأرض»، وعمل لبناني لصالح شبكة mbc من إخراج فيليب أسمر، يبدأ تصويره الشهر المقبل. إلى جانب مشروع ضخم تدور أحداثه في ستينات وسبعينات القرن الماضي بعنوان «سفر برلك» تستكمل التحضيرات حالياً لمباشرة تصويره في نهاية العام الحالي، وسيضم ممثلين من جنسيات عربية مختلفة، على أن يبصر النور في رمضان 2020.«إيغل فيلمز» التي تتفاوض حالياً مع «أمازون»، تدرك بأنّ التلفزيون لا يزال يتمتّع بأهمية كبرى في العالم العربي وإن كانت الشاشات المدفوعة تعاني من تراجع في المدخول. «في لبنان لسوء حظنا سوقنا صغير كما بلدنا، ونشكو من مشاكل على أصعدة عدّة، كما أنّ التدفق المالي ضئيل، ناهيك بأنّ وضع المحطات صعب ولا تستطيع تحمّل كلفة الإنتاجات التي ننفذها، الأمر الذي يزعجنا كثيراً ويحول دون استمراريتنا»، يقول سنان في سياق حديثه عن الاتجاه القوي «نحو التغيير». ويشدّد على أنّ «شبكات الـ «ستريمينغ» تمنحنا قدرة أكبر على الظهور والانتشار مقارنة بالإعلام المرئي المسيطر والتقليدي، كما تمدّنا بالخبرة وتحثّنا على الاحترافية والاهتمام بأمور قد لا تكون أساسية في الدراما العربية (الموسيقى ــ الإضاءة...)». يبدو سنّان واثقاً في حديثه عن عدم وجود «محاذير في العمل مع تلك الجهات العالمية الكبرى» وجرأة المواضيع والطرح، غير أنّه يؤكد في الوقت نفسه أنّه «لا نتعدّى خطوطاً معيّنة متعلقة ببيئتنا ومجتمعنا».
لكن ما هو موقف الشاشات اللبنانية من هذا الطريق المختلف الذي تسلكه بعض الجهات المنتجة للمسلسلات اليوم؟
التفاؤل في أوساط بعض المنتجين، يقابله حذر وتريّث وأحياناً لا مبالاة لدى المسؤولين في القنوات المحلية الأكثر نشاطاً على صعيد الدراما (lbci وmtv و«الجديد»)، التي تخوض منذ أشهر تجربة المحتوى المدفوع عبر مواقعها الإلكترونية.
مدير قسم تطوير الأعمال في lbci، بيتر جو الضاهر، يرفض الكلام عن أنّ منصات البث الرقمي تنافس الشاشة الصغيرة لأنّ هذه الشبكات عالمياً تابعة لتلفزيونات، باستثناء «نتفليكس»، ويشدّد على أنّ الأخيرة لم تغيّر «المضمون الذي نشاهده، بل كيفية متابعتنا للمحتوى المرئي، والدليل أنّ البرامج الأكثر مشاهدة عبرها في 2018 هي «فريندز» و«ذا أوفيس»، وهما ليسا من إنتاجاتها الخاصة». برأي الضاهر، لا ضير من التعاون بين شركات الإنتاج اللبنانية وشبكات الـ «ستريمينغ» كونه يعود «علينا بالفائدة، وتنخفض كلفة شراء المسلسلات»، وإن كان يرى أنّ هذا النوع من الشراكات الدرامية لا يزال في بدايته ومن المبكر الحديث عن تحوّل جذري على هذا الصعيد. المشكلة الأساسية في بلادنا بالنسبة إلى بيتر جو تكمن في عنصرَيْن أساسيَّيْن في هذا المجال: رداءة خدمة الإنترنت والبنى التحتية المتآكلة وارتفاع كلفتها من جهة، وخوف الناس وعدم ثقتهم بالدفع عبر البطاقات الإلكترونية من جهة أخرى. ويشير في هذا السياق إلى أنّ «أكثر من 80 في المئة من اللبنانيين المتصلين بالإنترنت السريع عبر تقنية الـ DSL عبر «أوجيرو» هم مشتركون بأرخص حزمة». أي تلك التي تكلّف 24 ألف ليرة لبنانية، بسرعة تصل إلى حدود 4 Mbps بحسب الإمكانيات الفنية المتوافرة مع استهلاك شهري محدّد بـ 40GB يتوجّب دفع المزيد من المال في حال تخطّيه. وهي بالطبع غير مناسبة للاستمتاع بتجربة الـ «ستريمينغ» لا تقنياً ولا اقتصادياً، كما أنّها تعرقل أي طموحات أكبر للمؤسسات المرئية اللبنانية على صعيد البثّ الرقمي.
باقة منوّعة من المسلسلات تطلقها «إيغل فيلمز» عبر المنصات الرقمية قبل رمضان 2020


مدير mtv ومدير البرامج فيها جوزيف الحسيني، لا ينفي وجود خطر المنافسة، إلا أنّه «مستقبلي»، معتبراً أنّ «الحكي أكتر من الفعل حالياً». يرجّح الحسيني أنّ كمية المسلسلات الناطقة بالعربية على الشبكات الرقمية لن تكون كبيرة وتتركّز في توجّهها على الشباب. أما الفئات العمرية الأكبر، فما زالت تحبّ الشاشة الفضية والمسلسلات الطويلة وهذا ما نلمسه بغض النظر عن جودة هذه الأعمال الدرامية برأي المتخصّصين. خلافاً لما يتم الحديث عنه، يؤكد جوزيف الحسيني أنّ الخطر الحقيقي في لبنان ليس من منصات الـ «ستريمينغ» بل من المحطات العربية القادمة إلينا في وقت «خسرنا فيه كلبنانيين ــ للأسف ــ تفوّقنا في الإعلام الفضائي بعدما كنا في الطليعة لناحية الترفيه. مع توافد الشاشات العربية صاحبة رؤوس الأموال الكبيرة والقدرات الإنتاجية الضخمة والمهتمة بالبرامج والمسلسلات العربية المشتركة، سيجنح المشاهد اللبناني بدوره نحوها... ولسوء الحظ السوق الإعلامي في بلادنا صغير وعدد السكان ضئيل، وهناك ضيقة مالية... كل هذه العوامل تجعلنا غير قادرين على المنافسة».
بالنسبة إلى مدير عام «الجديد»، ديمتري خضر، لا بدّ للمحطات المحلية من التوصّل إلى اتفاق سريع على صيغة لتقديم محتوى مشفّر مدفوع لا مجاني كما هو عليه اليوم، من خلال حزمة مشتركة تأخذ قدرة المواطن اللبناني الشرائية في الاعتبار. كما زميلَيْه، لا يرى خضر في «نتفليكس» منافساً أساسياً للإعلام اللبناني المرئي، كون الشبكة الأميركية تواجه في العالم العربي منافسة عربية ودولية. «نحن اليوم فائزون بالمعركة بشكلها الكلاسيكي مع القنوات العربية، لكن يبقى السؤال: هل نستطيع حسمها لصالحنا في المستقبل؟» ويستطرد: «مَن يعتقد بأنّ لديه جواباً شافياً هو واهم... علينا مواصلة الحديث بلسان ناسنا مع التفكير بطريقة جديدة وربّما خلق طرق وآليات عمل جديدة للمواكبة والمنافسة... لكن للأسف مشاكل البلد، وأهمها الفساد المستشري، لا تساعدنا إطلاقاً».



نشاط في mbc
في الأسابيع الماضية، تدلّ الأنباء الواردة من أروقة مجموعة mbc في دبي على الجهود المتواصلة الرامية إلى تعزيز حضورها في عالم البث عبر تقنية التدفّق الإلكتروني من خلال منصتَيْ «شاهد» و«شاهد بلاس»، سواء لناحية البرامج أو المسلسلات (برامج الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور مثلاً). ووفقاً لـ«فاينانشال تايمز»، فإنّ الشبكة التي تتخذ من دبي مقرّاً لها ضمّت إلى «شاهد» الرئيس التنفيذي السابق لـ «هولو»، جوهانس لارشر، في إطار خططها لإنشاء محتوى عربي جديد تنطبق عليه «المعايير الداخلية السارية على الشاشة الصغيرة والشبكة العنكبوتية». طبقاً لما ورد في الصحيفة البريطانية، تأمل mbc في مواجهة منافستها «نتفليكس» صاحبة أكبر قاعدة مشتركين مدفوعين في الشرق الأوسط مع «1.7 مليون مستخدم». مع العلم بأنّ «نتفليكس» ترفض عادة الكشف عن أعداد مشتركيها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهنا، تجدر الإشارة إلى أنّ تعزيز واقع «شاهد» يأتي بعدما طلبت الحكومة السعودية في بداية العام الحالي من «نتفليكس» حجب الحلقة الثانية من برنامجها الأسبوعي الساخر Patriot Act with Hasan Minhaj الذي وجّه فيها الكوميديان الأميركي حسن منهاج انتقادات لاذعة لولي العهد محمد بن سلمان بعد اغتيال خاشقجي في إسطنبول. يومها، قالت الشبكة إنّها نفذّت الطلب بناءً على «طلب قانوني» من الحكومة السعودية، وأنّه لا يزال من الممكن مشاهدة هذه الحلقة في البلاد على «يوتيوب».


منافسة وديون
على امتداد الكرة الأرضية، السباق محتدم في سوق الـ «ستريمينغ» المبرحة، وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هناك من يزاحم «نتفليكس» على جذب الجمهور العربي، سواءً كانت جهات محلية أو آتية من الغرب. في السنوات الأخيرة، ظهرت «أمازون برايم فيديو» الأميركية، و«ستارز بلاي» و«وافو» (المدعومة من osn) العربيتَان، في حين أعلنت مجموعة mbc السعودية عن خطط لإنتاجات أصلية بالإضافة إلى اقتناء محتوى عالمي لتعزيز خدمتي الـ «ستريمينغ» التابعتين لها: «شاهد» و«شاهد بلاس». وبالتالي، تتحوّل إلى خصم حقيقي للشبكة الأميركية. هذه المنصات تخوض معركة للاستحواذ على ملايين المشاهدين العرب على مدار العام، خصوصاً في رمضان الذي يعتبر موسم الترفيه الأوّل في منطقة لا تزال الهيمنة فيها للتلفزيون التقليدي. وفقاً لما قاله موكول كريشنا، رئيس الإعلام الرقمي في شركة Frost & Sullivan للأبحاث ومقرّها الولايات المتحدة، فإنّ ما يراوح بين 85 و 90 في المئة من الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط يشاهدون التلفزيون، بينما يستخدم ما بين 25 إلى 30 في المئة خدمات الـ «ستريمينغ». لكن برأي سايمون موراي، المحلل الرئيسي في Digital TV Research، وهي شركة استشارية مقرّها المملكة المتحدة: «رغم المنافسة الكبيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أنّ «نتفليكس» سبّاقة بأشواط لغاية الآن، وهذا يرجع إلى حد بعيد إلى جاذبيتها العالمية ومحتواها الأصلي» الذي تنفق عليه مليارات الدولارات». واقع من الصعب أن يبقى على ما هو عليه مع الولادة القريبة لعمالقة «ستريمينغ» جدد، على رأسهم «ديزني لاس». ففي نيسان (أبريل) الماضي، أعلنت شركة «ديزني» عن إطلاق خدمة البث الرقمي، بدءاً من 12 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مع كلفة اشتراك منخفضة، تقدّر بنصف المبلغ الذي تتلقاه «نتفليكس». منصة ستتكئ على عرض أحدث وأضخم الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية حتى القديمة منها، مع ضخّ أكثر من مليار دولار لتمويل إنتاج برامج في السنة المقبلة، ونحو مليارَيْن بحلول عام 2040. ولا بد من الحديث هنا عن ديون «نتفليكس» الآخذة في التفاقم بهدف تمويل إنتاجاتها الأصلية التي تأتي مخيّبة للآمال أحياناً. قد أعلنت الشبكة الأميركية في نيسان 2019 عن زيادة ديونها البالغة ملياري دولار لتمويل المحتوى والمصاريف الأخرى.