أثار افتتاح مباريات بطولة «غرب آسيا» (مستمرة لغاية 14 آب/أغسطس)في العراق يوم الجمعة الماضي، جدلاً سياسياً وشعبياً أرخى بظله بشكل واسع على السوشال ميديا. الإفتتاح الذي شهد مباراة ما بين سوريا ولبنان وانتهت بفوز الأخير (2-1)، أفرزت ردود فعل غاضبة وجهّت انتقادات شديدة الى منظّمي حفلة الإفتتاح، عندما ظهرت في الملعب مجموعة فتيات استعراضيات، الى جانب عازفة الكمان جويل سعادة، التي عزفت النشيد الوطني العراقي «موطني»، أمام ثلاثين ألف متفرج. انتقادات اندرجت تحت خانة غياب «الإحتشام» في اللباس، وبأنهن غير محجبات، على أرض تحمل قدسية عالية كمدينة «كربلاء». مشهدية استنكرها ديوان« الوقف الشيعي» كونها لا تنسجم مع «طبيعة وتقاليد هذه المدينة»، وأعقبتها سلسلة استنكارات من أحزاب ورجال دين عراقيين. لكن وسط هذا الجدل، صعد اسم اللبنانية جويل سعادة، التي أمسكت بكمانها وعزفت نشيد «موطني» بين الحضور، الذي أضحى منذ عام 2003، نشيداً رسمياً للعراق. «فتاة الكمان» كما تداول وصفها على المواقع الإخبارية، استطاعت أن تخطف الأضواء، لا بسبب مهارة عزفها، وحضورها الواثق أمام كم هائل من المتفرجين، الذين استمعوا الى نشيد انتقل من فلسطين الى العراق (كلمات ابراهيم طوقان-ألحان محمد فليفل) وبينهما معان للعروبة وللوحدة العربية في زمن التشرذم والإنقسام. بل إن الجدل ذهب الى زاوية ضيقة ومتزمتة، تخص جويل وحريتها في اللباس. سعادة التي ارتدت بنطالاً طويلاً وقميصاً أبيض انتقدت عليه لأنه «بدون أكمام»! راح رواد السوشال ميديا ينبشون صوراً شخصية لها، ضمن مناسبات عزفت فيها لا سيما في لبنان، و«عيّرت» بهذا اللباس «المتحرر»، وربطت بمشاركتها في افتتاح المباريات. طبعاً هذه الأجواء تندرج ضمن سياق من الإنحطاط الفكري الذي يضع جانباً نشيداً عربياً جامعاً، ليأخذ الجدل الى ناحية سطحية وضيقة جداً.