قبل أشهر من موعد الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت في مطلع أيار (مايو) العام الماضي، كسرت قناة mtv قاعدة البرامج الفنية وأدخلت «نفساً» جديداً على برمجتها. أتت المنتجة جنان ملاط بفكرة برنامج مأخوذ عن فورما فرنسي يحمل إسم Au tableau، فلبننته ليصبح «دقّ الجرس». ملاط التي تملك خبرة واسعة في عالم الانتاجات اللبنانية والعربية وقدمت برنامج «الرقص مع النجوم» على mtv (ومشاريع أخرى)، إختبرت النجاح في عمل تلفزيوني يقوم على إستقبال الأطفال في مدرسة سياسياً معروفاً يطرحون الاسئلة عليه. البرنامج لا يقدّمه أيّ إعلامي، بل هو بمثابة فرصة للمواجهة بين الاطفال والسياسيين على مقاعد المدرسة. يدق الجرس، فيدخل الضيف بكل ثقة ويجلس مع الاطفال. النسخة التي قدمتها الشاشة اللبنانية كانت ترويجية أكثر من أي شيء آخر، وشهدت العديد من الملاحظات التي كشفت عن تقاعس آداء السياسيين وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تفاجأ بسؤال من أحد الاطفال حول سعر ربطة الخبز. هنا جحظت عينا الحريري، مجيباً «يمكن 500 ليرة!»، فإرتفعت قهقهة الاطفال، ناهيك بأجوبة السياسيين الضيوف الآخرين التي كشفت عن الهوّة الكبيرة بينهم وبين المواطنين. نجاح هذه النسخة لم يتكرر على المحطة اللبنانية بموسم ثان، بل ذهب البرنامج للأرشيف. في المقابل، إهتمت mbc بذلك المشروع منذ عرض حلقته الاولى على القناة المحلية، وقررت بعد عام ونصف العام من بثه، تقديم موسم سعودي منه على شاشتها. بحكم العلاقة الجيدة بين ملاط والقائمين على الشاشة السعودية، إتفقت المنتجة اللبنانية على نقل العمل من الشاشة اللبنانية إلى السعودية. في هذا السياق، تلفت المعلومات لـ«الأخبار» إلى أن البرنامج بدأ التحضير له فعلياً قبل فترة وتم إختيار الاطفال السعوديين الذين سيشاركون فيه. على أن يبدأ التصوير قريباً. وتأتي خطوة البرنامج السياسي، لتكسر قاعدة البرامج المتعارف عليها في المملكة. ففي الفترة الاخيرة، شهدت الرياض فورة برامج تلفزيونية فنية وترفيهية، لكن النسخة من «دق الجرس» ستكون مختلفة عن المشاريع الأخرى، لكنه طبعاً سيعمل على تلميع صورة ولي العهد محمد بن سلمان وحاشيته. تضع mbc ثقلها في المشروع، ليكون الاول الذي يستضيف سياسيين ومحاورتهم بأسلوب بعيداً عن الاسئلة الكلاسيكية المتعارف عليها، ولم يعرف عما إذا كان سيحافظ على إسمه.