لم يحظ أي إعلامي لبناني، بما حظي به علي المسمار من تفاعل جماهيري عالٍ، أثناء غيابه القسري عن الشاشة، وبعد عودته اليها، ليلة الأمس. قبيل موعد العودة مجدداً الى «المنار» في نشرتها المسائية الرئيسية، بعد غياب دام لأكثر من عام، بدأت الإحتفالات على مواقع التواصل الإجتماعي، ترحّب بالوجه الذي رافقها في أبرز محطات انتصارات المقاومة، وكان جزءاً منها حتى لو فصلت شاشة بين الجمهور والمسمار. الإحتفاء بالعودة، كان متوقعاً بهذا الكمّ من التفاعل، وفيض المحبة التي عبّر الناس عنها. وفي المحطة، وعبر شريط سجل أيضاً من هناك، وسرعان ما انتشر على المنصات الإفتراضية، احتفالية رحبت بالعائد المنتصر على مرض السرطان، بالورود والمواويل والحلوى. وعند الساعة السابعة والنصف مساء، موعد نشرة الأخبار، ظهرت غادة عساف النمر، لتتلو عناوين النشرة، وتقوم بتقديم زميلها في الاستديو. «أنهى الفاصل وعاد ليواصل» عبارة بدأت بها النمر كلامها عن المسمار، انطلاقاً من عبارته الشهيرة على الهواء: «فاصل ونواصل». هو «فاصل اضطراري» كما قالت، ليعود «اقوى من المرض»، في أيام إحياء ذكرى التحرير الثاني في السلسلة الشرقية، وانتصار تموز 2006. ليطل بعدها المسمار، ويشكر المشاهدين على الإطمئنان، ويعرب عن سعادته بالعودة في هذه الأيام التي تحمل «تطورات جديدة تحمل بشائر النصر». عاد الإعلامي اللبناني الى الاستديو وجلس أمام الكاميرا، لقراءة النشرة، لكن بقيت الأجواء العاطفية مسيطرة. وهذا ما بدا في رسالة علي شعيب من «العديسة» الذي تجمعه بالمسمار صداقة أعوام طوال. في بداية الرسالة، ولدى سماع شعيب صوت صديقه، بدت عليه غصة وحاول إخفاء دمعته تأثراً بالعودة. بعدها تداخل الكلام بينهما، لشدة الإنفعال، وانتهى بتعبير شعيب عن سعادته لتواجده على الحدود حيث «العدو صاغر»، وعن سعادته أيضاً، بسماع صوت المسمار، وتمنى له العافية والصحة، وأنهى صاحب «فاصل ونواصل» الرسالة بالقول بأن السعادة لا تكتمل الا «عند سماع بشائر النصر».

لا نبالغ إن قلنا أن اسم علي المسمار تصدر أمس، مواقع التواصل، قبيل وبعد إطلالته المنتظرة. وهو أمر نادر الحدوث مع أي وجه إعلامي لبناني، حتى لو اضطرته ظروفه القاهرة لأن يتلقى العلاج، ويبقى فترة طويلة خارج الشاشة. ما حصل مع علي المسمار، حتى أثناء خضوعه للعلاج، والطمأنة عليه من فترة الى أخرى عبر صور منشورة على المنصات التفاعلية، كسر ربما، مقولة أن الغياب عن الشاشة ولو لفترة قليلة، يساهم في جعل الوجه الإعلامي طيّ النسيان. هنا، شذّ المسمار عن القاعدة، وربما كبرت قاعدة محبيه أكثر، لما تركه من بصمة في التواضع وفي الأداء وأيضاً لاقتران اسمه بكثير من الأحداث المفصلية التي سطرتها المقاومة.