بدت اشبه بموجة جراد أمس، اجتاحت المواقع الإلكترونية اللبنانية، ومعها المنصات الإلكترونية لبعض القنوات المحلية، في النقل الحرفي بالصور والمضمون ما أورده أمس المتحدث باسم الجيش الإحتلال الإسرائيلي أفيخاي ادرعي. لبنان الذي يعيش تحت وطأة التهديدات الإسرائيلية، وتنفيذ العدو لعمليات عدوانية في عمق الضاحية الجنوبية، سرعان ما يحوّله إعلامه بشقه الإلكتروني الى مجرد أبواق ببغائية تردد خلف أدعي كلامه، وتعيد نشر تغريداته، حيال «كشفه» اسماء شخصيات ايرانية ولبنانية، ادعى ادرعي أنها مسؤولة عن الصواريخ الدقيقة، الى جانب نشر صورهم الشخصية، وبطاقات التعريف عنهم. الرواية الإسرائيلية كما ساقها أدرعي، حضرت بقوة على هذه المنصات، نذكر منها مواقع: lbci، «ليبانون 24»، «النهار»، «النشرة»، مع تسجيل حذف للخبر قام به موقع «ليبانون فايلز» بعيد تعرضه لهجوم من الناشطين. هكذا، يكرر الإعلام وقوعه في أفخاخ الدعاية الصهيونية التي يجهد أدرعي في بثها، على صفحاته الإفتراضية، لتعود وتنتشر بدورها على المنصات اللبنانية من دون رقيب ولا حسيب. والأنكى أنها تحمل أسماء وصوراً لشخصيات أمنية لبنانية كانت أم إيرانية، تتداول هكذا بهذه الخفة، وهي بالطبع شخصيات مستهدفة من قبل العدو الصهيوني. لن يحتاج المرء هنا، الى دخول صفحة أدرعي مثلاً على تويتر، إذ بات بحوزته كل التغريدات والمعلومات المسمومة، التي تبثها «اسرائيل» وتردّد من خلفها هذه المواقع وغيرها، في ضرب جديد لأي حسّ وطني ومسؤولية مهنية في تبني الرواية الإسرائيلية والترويج لها، وتقديم خدمة مجانية لها، في هذا الوقت الدقيق الذي يعيشه لبنان، والمنطقة، وسط عقوبات واضحة ــ مفترضة ـــ من القانون اللبناني الذي يمنع الترويج للعدو الإسرائيلي.