على أبواب الذكرى الأولى لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول (تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل 2018)، سُرّب اليوم الخميس تصريح يتم تداوله على نطاق واسع في غالبية الصحف العربية والأجنبية، لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يتحدّث فيه للمرة الأولى عن الجريمة ويحمّل نفسه المسؤولية كونه في «موقع السلطة». لكن في الوقت عينه، ينفي بن سلمان علمه بما كان سيجري وقتها في القنصلية. الحديث يأتي ضمن وثائقي ستبثه شبكة PBS، بداية الشهر المقبل، بعد مرور عام على الحدث. الحوار أجراه مارتين سميث ضمن شريط بعنوان «ولي عهد السعودية»، وفيه سُئل بن سلمان عن كيفية حدوث الجريمة من دون علمه، فأجاب: «لدينا 20 مليون مواطن وثلاثة ملايين موظف». قبل أن يأتي سؤال آخر حول إمكانية أن يستقل أحدهم طائرة خاصة بولي العهد السعودي، ليكون الجواب على الشكل التالي: «لدي مسؤولون ووزراء ولديهم أعمالهم ويملكون السلطة للقيام بذلك». الحوار أجري في كانون الأول (ديسمبر) الماضي خلال سباق للسيارات أجري خارج العاصمة السعودية. وقد وُصف بـ «الحديث الحصري»، كون بن سلمان يتناول هذه القضية إعلامياً للمرّة الأولى، بعد التزامه الصمت طوال الفترة الماضية، وسط اتهامات واضحة بضلوعه في الجريمة بعد معلومات كشفتها تقارير إستخباراتية أميركية وأخرى من حكومات غربية. واللافت هنا، الترويج الهائل غربياً لهذا المقطع الذي بث كتابة لا بالصوت والصورة، على القناة الرسمية الخاصة بالشبكة الأميركية على «يوتيوب». علماً بأنّ مضمونه يؤكد تنصّل ولي العهد السعودي من مسؤولية مقتل خاشقجي.