بعيد الضجة الإعلامية الهائلة التي أثيرت أمس، حول وثائقي «ولي العهد السعودية»، ومحاولة إظهار أن قناة «بي. بي.أ س» (PBS) الأميركية الرسمية قد انتزعت اعترافاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول مسؤوليته في مقتل الصحافي جمال خاشقجي، سرعان ما تبين مما سرّبته الشبكة الأميركية من حديث دار بين المذيع الشهير مارتن سميث، وبن سلمان، أن الأخير نفى ضلوعه بالجريمة ومعرفته بها، وتنصل من المسؤولية، وتذرع بأنه صحيح يقبع في السلطة الحاكمة، لكنه في الوقت عينه لا يستطيع ضبط كما قال «20 مليون مواطن وثلاثة ملايين موظف»! الشريط المنتظر بثه أوائل الشهر القادم، تزامناً مع الذكرى الأولى لإغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية، سارعت «الجزيرة» الى التواصل مع معدّه، الذي أكدّ أن الفيلم سيكون متاحاً قبيل عرضه تلفزيونياً، على المنصات الإلكترونية، بين اليوم وغداً. في حديث مع الشبكة القطرية، روى سميث كواليس صناعته للفيلم، ولقائه للمرة الثانية بولي العهد السعودي في حلبة سباق سيارات خارج الرياض. وكشف أن الأخير هو الذي بادر بالحديث عن جريمة خاشقجي. المقابلة تعود الى تاريخ كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، ولا شك في أن بن سلمان كان يعيش وقتها ضغوطاً دولية وإقليمية هائلة بعيد وقوع الجريمة في اسطنبول. لذا وبحسب سميث فإن الأمير السعودي رغب في فتح الموضوع. «ولي العهد السعودية»، فيلم سيستصرح الى جانب بن سلمان، كلاً من عادل الجبير وتركي الفيصل الى جانب مسؤولين في «سي. آي.أي»، وديبلوماسيين سابقين (امثال مارتين انديك)، وصحافي تركي تعاطى عن قرب مع جريمة خاشقجي. وستدور المحاور حول صعود محمد بن سلمان الى ولاية العهد، ودوره في الحرب على اليمن، والصراع مع قطر، إضافة الى علاقته بمعارضيه وبالناشطات السعوديات المعتقلات في عهده.