القدس المحتلة | في الفترة الأخيرة، تزايد الحضور الافتراضي للنائب العربي في «الكنيست» الإسرائيلي أحمد الطيبي (1958) حتى ابتدع لنفسه أسلوباً مسلياً في تقديم عروض أدائية تكاد تمزج بين باسم يوسف وشعبان عبد الرحيم. الصديق المقرب لمحمد دحلان يسعى بشكل محموم لاستقطاب جمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية التي تروّج لـ «بطولات النائب العربي في أروقة الكنيست الإسرائيلي»: «الطيبي يشرشح النائبة عن حزب «إسرائيل بيتنا» أنستاسيا ميخائيلي»، و«الطيبي يمسح الأرض بصهيوني»، و«الطيبي يمسح الأرض بالمستوطنين على خلفية طلبهم الصلاة في الأقصى»، إلى درجة تخال أنّ الرجل من هواة الشطف والمسح في الكنيست.
في أحيان أخرى، نجد عناوين فيديو مثل «الطيبي يقرأ محمود درويش في الكنيست الإسرائيلي» أو «رداً على تمزيق الإنجيل الطيبي، يمزق صورة كهانا ويدوسها». هكذا يروِّج الطيبي لمواقفه في الكنيست على حسابه على اليوتيوب (Mr Tibi tube) كأنّنا أمام برنامج «ستاند آب كوميدي» بعنوان «مستر طيبي شو». الحق يقال إنّ الفيديوهات مسليّة تحقق مشاهدات واسعة بين الباحثين عن انتصارات عنتريّة في زمن الهزيمة، وهو ما نلحظه في التعليقات التي ترافق مقاطع الفيديو أو صفحة الطيبي على الفايسبوك. تعليقات تصفه بالرجل في الزمن الذي قلَّ فيه الرجال، وتعزز من قيمة «انتصاراته». لكنّ الخطورة تكمن في انجرار المواقع الاخبارية في الداخل الفلسطيني وتلك التابعة لرئيس الأمن الوقائي السابق في غزة محمد دحلان في الترويج لهذه «البطولات» كأننا أمام صناعة نجم جماهيري، خصوصاً مع تزايد الحديث عن العلاقة التي تربط الطيبي ودحلان، ومساهمة الأخير في تجنيد أموال من الإمارات والخليج لصالح مشاريع الطيبي التي ينفِّذ معظمها بالشراكة مع بلديات الاحتلال ووزاراته في الداخل.
لا شكَّ في أنّ الطيبي يتمتع بمواهب كثيرة في المسرح والأداء، وهو ما نستدل عليه عبر مشاهد الفيديو التي يرفقها وخطبه في الجلسات العشائرية إلى جانب «المشايخ والوجهاء». إلّا أن محاولاته لحصد جماهيرية انقلبت عليه أخيراً وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لتناول حلقاته بالسخرية. أما آخر الأخبار التي «يسرّبها» الطيبي للصحافة، فتقول بأنّه «دار حديث جانبي بين الطيبي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري حيث أكّد الطيبي على حقوق المواطنين العرب في إسرائيل»، ليضيفها إلى بطولاته و«انتقامه» للمسيحيين العرب! في حين يعتقد مواطنون فلسطينيون مسيحيون بأنهم ليسوا بحاجة لمن ينتقم لهم أو يجرّهم إلى منطق عنصري هم في غنى عنه. الأرانب التي كان يخرجها الطيبي من قبعته انقلبت عليه، وعروضه «الإعلامية» صارت تأتي بنتائج عكسية. لكن السياسي «المغوار» لن يتوقف عن تحقيق «انتصارات» مسرحية في أروقة الكنيست ضمن حلقات جديدة من برنامجه المستمر الذي صار يحلو لبعضهم تسميته «الطيبي شو».