فجر اليوم الأحد، توفيت الناشطة في المجتمع المدني نادين جوني إثر تعرّضها لحادث سير مروّع في منطقة الدامور على أوتوستراد صيدا ــ بيروت، قبل ساعات من مشاركتها في الاعتصام الذي يجري حالياً في وسط بيروت احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. الصبية العشرينية تعدّ من «أشرس» المنخرطات في الحملة الوطنية لرفع سن الحضانة لدى الطائفة الشيعية (PLW)، وأشدّ المدافعات عن حقوق النساء في بلادها. صاحبة الابتسامة الدائمة، معروفة بجرأتها وإصرارها النابعَيْن من معاناة شخصية بفعل حرمانها من حضانة ابنها الوحيد «كرم» بعد طلاقها.
معركة يومية مستمرّة بالنسبة لها، قادتها إلى مساندة كثيرات ممن يعانين من المشكلة نفسها. كما أطلت على شاشات عربية وأجنبية عدّة للحديث عن هذا الموضوع الملحّ والتوعية بشأنه.
وكانت جوني أخيراً في صدارة المشاركات في تظاهرة بيروت ضمن مبادرة «طالعات»، حيث اعتبرت في أحاديث صحافية أنّها «أشبه بحركة مضادة لمحاولات تهميش قضايا النساء على الدوام، وعدم اعتبار تلك القضايا ضمن سلم الأولويات في المطالبات الحقوقية والشعبية، واستعمال السطوة الذكورية ضدهن».
مواقع التواصل الاجتماعي غصّت بصور الفقيدة ومنشورات الرثاء التي تستذكر صفاتها ونضالها وتشدّد على أنّ «الصدمة كبيرة والرحيل مبكر جداً».
توارى جوني في ثرى مدينتها بنت جبيل (جنوب لبنان)، غداً الإثنين بعد آذان الظهر.