يتابع الإعلام المصري التظاهرات اللبنانية بشكل دقيق، ويراقب ما يحصل في الحراك الشعبي الذي إنطلق منذ أيام. فقد خصّص الإعلام المصري تغطيات متنوعة نقلت الأحداث من بيروت. كما بات معروفاً، تحوّلت صفحات السوشال ميديا إلى منصة للإدلاء بالتصريحات حول التظاهرات. البداية كانت مع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي أثار غضباً واسعاً بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عقب تعليقه السبت الماضي على التظاهرات في لبنان. بطريقة ساخرة، وتستهزئ بمطالب المتظاهرين وتستخف بمأساة الحرب على اليمن، غرّد نجيب قائلاً «قاعد (جالس) باتفرج (أشاهد) على مظاهرات لبنان، أول ما حسيت (شعرت) مراتي دخلت حوّلت على حرب اليمن». عبارة سببت هجوماً عليه من قبل المتابعين، ملعنين أن ساويرس يستخف بمعاناة اليمنيين الذين يعيشون لحظات قاسية إثر العدوان السعودي والخليجي عليهم المستمر منذ سنوات. ساويرس المعروف بنشاطه الواسع على العالم الإفتراضي، حاول لاحقاً إستدراك الموضوع لافتاً إلى أنه «خانه التعبير». في المقابل، من الواضح أن السعودية كلّفت الاعلامي عمرو أديب بتناول الملف اللبناني على قناة mbc عبر برنامجه «الحكاية». لم يكن متوقعاً أن يكون خطاب أديب موضوعياً، وهو الذي وقّع مع تركي آل الشيخ قبل عامين تقريباً، عقداً بقيمة ثلاثة ملايين دولار لقاء ظهور على المحطة السعودية. يومها شكّل خبر التعاقد مع أديب، ضجة بسبب تحوّل الاعلامي المصري إلى «صبي» لدى السعوديين للدفاع عن نظام عبدالفتاح السيسي وولي العهد محمد بن سلمان. منذ اليوم الاول لإنطلاق التظاهرات، خصص أديب مساحة كبيرة في برنامجه للحديث عن التطورات في السياسة، لكن عبر الهجوم على حزب الله والسيد حسن نصرالله فحسب. في الساعات الاولى للتظاهرات، طلب أديب في «الحكاية»، وقف نشر نكات المصريين الساخرة من التظاهرات اللبنانية والتي تركز على حضور النساء الجميلات فقط، داعياً إلى متابعة الاوضاع هناك بشكل أعمق. في المقابل، أطلّ أديب ليشنّ هجوماً على السيد بعد ساعات قليلة من تصريحه. هكذا، جنّد أديب كل جهده للهجوم على نصر الله، مشبّهاً إياه بـ«الاخوان المسلمين في مصر الذين دخلوا الحكم». كما تضمّنت الحلقة مقطفات من الشارع اللبناني نقلتها المحطات العربية، لكن كلّها تهاجم حزب الله وسلاحه بطريقة عنيفة. لم تختلف تصريحات لميس الحديدي عن كلام زوجها أديب، بل تفوقت عليه في بعض النقاط. فقد تزامنت عودة الحديدي إلى الشاشة الأحد الماضي على قناة «العربية الحدث» عبر برنامج «القاهرة الآن»، مع إنطلاق التظاهرات. من هذا المنطلق، فتحت الحديدي للوزير السابق أشرف ريفي الذي هاجم حزب الله، لافتاً إلى أن «عناصر حزب الله وحركة أمل حاولا إختراق التظاهرات». وبين «المزح والجدّ» لم يسلم موضوع التظاهرات من نكات المصريين التي تساقطت من كل صوب، وكلها تناولت مشاركة اللبنانيات في التظاهرات بأسلوب فكاهي.