منذ يومين، ومجموعة من المحتجين تتألف من بضعة شبان، تتظاهر أمام «مصرف لبنان» في بيروت. الوجهة التي ركز عليها هؤلاء، لفضح السياسات والهندسات المالية التي خرّب عبرها المصرف منذ التسعينيات الأوضاع الإقتصادية في لبنان. حركة خجولة سادت بداية، لتغطية إعلامية من هناك، الى أن توسعت اليوم، وتجمهر عدد أكبر يصل الى مئة شخص تقريباً أقفلوا الطريق المؤدي الى شارع الحمرا الرئيسي، وافترشوا الأرض مرددين شعارات «يسقط حكم المصرف»، «رياض سلامة حرامي»، و«فليسقط حكم الدولار»، وغيرها من الشعارات التي صدح بها المشاركون. الصورة الميدانية تشي بكاميرات خجولة، يصطف خلفها المراسلون، في انتظار الخروج برسائل برقية، سريعة. تتركز الأنظار على ساحتي «رياض الصلح»، و«الشهداء» في وسط بيروت، بينما تقزّم التغطيات من أمام المصرف المركزي، حتى إن اسم رياض سلامة، أصبح نادر التناول على الشاشات. استعان هؤلاء بتقنيات الإعلام الحديث وبالبث التدفقي (live streaming) لينقلوا صورة الإحتجاج، وعند الظهيرة تكاثرت الأعداد، واضطر بعض الإعلام للنقل فيما تجاهلت قنوات كثيرة هذا التحرك ونقل نبضه. على السوشال ميديا هاشتاغات «#يسقط_حكم_المصرف»، و#رياض_سلامة_سفاح»، وغيرهما، تضع بين أيدي المطلعين الحقائق الدامغة وبالأرقام عن سياسات المصرف طيلة السنوات الخالية، وما خلّفته من أثر مباشر على ما وصلنا اليه اليوم. شبان اجتمعوا وعرفوا كيف يوصلوا رسائلهم من دون أن يندرجوا فقط ضمن استصراحات الإعلام حالياً، التي تركز بشكل عشوائي على مواضيع شتى، وتهمل القضية الأساسية الا وهي سياسة مصرف لبنان، الذي تغيّر اسمه وأضحى «مسرق لبنان»!