«الجزيرة» تتموضع في تظاهرات لبنان

  • 0
  • ض
  • ض
«الجزيرة» تتموضع في تظاهرات لبنان
ينقل ايهاب العقدي أخبار التظاهرات في طرابلس

رغم الضجّة التي تشهدها غالبية القنوات العربية والخليجية خلال تغطيتها للتظاهرات في لبنان على رأسها «العربية» السعودية و«سكاي نيوز» الاماراتية، إلا أن صوت «الجزيرة» كان الأكثر هدوءاً لغاية اليوم. في مقابل إنحياز القناتين السعودية والاماراتية للتظاهرات بشكل واضح، تبدو «الجزيرة» مغايرة عن زميلتيها من ناحية مضمون الرسائل والتغطيات المتواصلة يومياً. الهدوء لا يعني أن المحطة القطرية قد استحالت شاشة «موضوعية» وإستعادت المعايير المهنية التي فقدتها مع إندلاع «الربيع العربي»، بل إن القناة حذرة مما يحصل في لبنان، وفق ما يتردد في الاوساط. ويعود تفسير التأنّي إلى إحتمالات عدة، أوّلها ربما أنّ «الجزيرة» تعلّمت درساً من تظاهرات سوريا ومصر وليبيا قبل سنوات، وقرّرت حالياً عدم المبالغة بالرسائل التي تبثها على الهواء مباشرة، كي لا تقضي على آخر المتابعين لها. كما أن من يتابع القناة في الفترة الأخيرة، يلاحظ أنها إستعادت بعضاً من متابعيها اللبنانيين إثر تبنّيها قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشجقي قبل عام تقريباً، على أيدي السلطات السعودية. يومها عادت «الجزيرة» لتلعب دوراً بارزاً عبر عرض فيديوهات وصور من عملية القتل. بالطبع يأتي كل هذا ضمن الصراع القطري -السعودي لإستعادة المشاهدين الذين خسرتهم «الجزيرة» في السنوات الأخيرة. في المقابل، يتردّد أن «الجزيرة» قرّرت عدم التطرّف بموقفها إزاء التحركات الشعبية في لبنان، والانتظار قليلاً كي تحسم المواقف السياسية للدول. في هذا السياق، في متابعة لنشرات أخبار «الجزيرة» وبعض التقارير التي تعرضها في نشراتها وبرامجها، يبدو واضحاً أن الصورة «رمادية» في القناة. فلا تغطية مبالغ فيها، ولا موقف لصالح طرف بين السلطة والمتظاهرين. فقد خصّصت أمس تقريراً من بيروت مع مراسلها جوني طنوس، حمل عنوان «حول تاريخ ساحتي التحولات السياسية والمفصلية في تاريخ لبنان: رياض الصلح والشهداء». في المقابل، عرضت القناة تقريراً عن الطرائف الناتجة عن الحراك اللبناني. من اليوم الأول للتظاهرات، اكتفت «الجزيرة» بتغطيات قليلة. ومع توسع دائرة التظاهرات، ركبت القناة موجة التغطيات المتلاحقة، وهي حالياً تغطي في ثلاثة أماكن تقريباً هي: بيروت وشرقها، وطرابلس وجنوب لبنان. كما يتمّ نقل الوقفات الداعمة للرئيس ميشال عون من أمام قصر بعبدا. لكن اللافت أن تقارير مراسلي «الجزيرة» (محمد رمال ومازن إبراهيم...) جاءت عقلانية، بإستثناء حماس إيهاب العقدي الذي يغطي الساحة في طرابلس وإنفعاله في التقارير إلى جانب التظاهرات. إذ يتجنّب المراسلون بقرار من الادارة ودائرة الأخبار، عدم أخذ الرسائل من المتظاهرين في الشارع، إلا في حالات دقيقة وبعيداً عن الشتائم.

0 تعليق

التعليقات