ضمن سلسلة التحركات الإحتجاجية التي تعمّ المناطق اللبنانية، على رأسها تلك الموجهة الى مرافق حيوية، وأخرى صوب أماكن ومؤسسات سطت على المال العام، كنا منذ يومين مع تحرك شبابي تجاه «زيتونة باي» مع محاولة منع القوى الأمنية لهؤلاء من الدخول. لكن الأعداد الكبيرة للمتظاهرين أسهمت في كسر هذه الأوامر. وأمس، كان هناك تحرك آخر توجه الى «الرملة البيضاء» مع اعتصام حاشد أمام منتجع «إيدن باي» للإحتجاج على سرقة المال العام، والأملاك البحرية. واكبت بعض القنوات التحرك، وكانت otv، أول من نقل الصورة، حتى قبل أن تصل أعداد المتظاهرين الى العشرات. بعدها شرعت lbci، في تغطية الإحتجاج الذي كانت خطوطه مرسومة عند الشريط الشائك إلى أن قرر المحتجون اجتياز الشريط، فأصيب أحد الناشطين (محمد خليل) بضربة على رأسه من قبل قوى مكافحة الشغب. هذا الأمر لم يثن البقية عن المتابعة، فعمدوا الى تحطيم جدار اسمنتي حديث النشأة، وتسربوا منه تجاه الوجهة المقابلة للمنتجع. رافق فريق lbci (ادمون ساسين) خطوة بخطوة دخول هؤلاء الى تلك البقعة، من ثمة لحقت به «الجديد».

هكذا لأكثر من ساعة، ظل المحتجون يعلون صرخاتهم، ويحاولون الوصول الى أقرب نقطة واسماع هتافاتهم الى من هم في الداخل. طيلة هذه الفترة، كانت mtv، في حالة «كوما» حقيقي. صاحبة شعار «لبنان ينتفض» غيبت أمس تغطيتها عن التحرك الإحتجاجي بشكل تام، ففضلت استكمال برمجتها المعتادة وعرض مسلسلها التركي «امرأة»، من دون أي إشعار أو نقل حتى لنافذة صغيرة، تحفظ ماء وجهها. وفي النشرة المسائية أيضاً، إهمال عمدي لذكر أي خبر عن التظاهرة. أداء يفتح السؤال حول عملية انتقاء المحطة للأحداث وتغطيتها أو التعتيم عليها. فمن يتابع قناة «المر» يخال نفسه فعلاً أمام منبر ينضح بالثورة ويريد إحداث التغيير في البلاد، وإذ بها تنتهي التغطية المكثفة عند «جل الديب» و «الزوق» بعدما رفع الجيش أخيراً الإعتصامين هناك وفتح الطرق.