في زمن الإضطرابات الأمنية والسياسية والإقتصادية، أطلّت علينا أمس على قناة «الجديد» «صاحبة التوقعات» ليلى عبد اللطيف، في برنامج «يوميات ثورة» الذي يبدو أنه انتقل الى ضفة ترفيهية أخرى، بخلاف المواد الجدية المطروحة سابقاً. مرّ عامان تقريباً على تغييبها عمداً عن شاشة lbci، إذ أوقف برنامجها «التاريخ يشهد»، خاصة بعد سلسلة اعتراضات طالت وجودها على الشاشة، وتحوّل توقعاتها الى ما يشبه النكات سيما في الشق المتعلق بانتخاب جان عبيد رئيساً للجمهورية. فأضحى ظهورها مقتصراً على ليلة رأس السنة (الجديد)، وشاهدناها أخيراً، على mtv، ضمن برنامج «ديو المشاهير». فما الذي دفعها للحضور الى «الجديد» في هذه اللحظات الحرجة التي يمرّ فيها لبنان؟ الأنكى أن المحطة تعلم يقيناً أنها ستتعرض للإنتقادات، وتصنف كما قال مقدم حلقة أمس، نيشان ديرهاروتيونيان، ضمن «الإعلام الفاسد» بما أن الحراك الشعبي الأخير وزع تصنيفاته، وها هي الشاشة التي تدعي أنها «قناة الشعب» تلجأ الى «البصّارة» في «الشهر العصيب» كما سمّاه نيشان، لمعرفة أوضاع «المصارف»، «الحكومة» و«الوضع الأمني».

على مدى نصف ساعة من الوقت تلت علينا توقعاتها، بعد إعطائها وقتاً قصيراً «لتحضير» هذه التوقعات، إذ علمنا أن عبد اللطيف قد تفاجأت بالدعوة، بعد اتصال معدّ الحلقة بها، وكان لديها بضع ساعات فقط للتحضير. وفي سلسلة التوقعات، كلام عن عودة سعد الحريري الى الحكومة، والا حذار «الشارع السني» وفقاً لصاحبة «الإلهام»، وعن ارتفاع لسعر الدولار مقابل الليرة، وعن «انهيار» اقتصادي. لكن في المقابل، طمأنت عبد اللطيف الى أن الأموال في المصارف للمودعين، «لن تضيع». ورغم الوقت القصير الذي خصص لعبد اللطيف لتحصر أفكارها وتخبرنا بتنبؤاتها عن الوضع الحالي، الا أن الحلقة ذهبت لسؤالها عن أوضاع «عيد الميلاد»، وأجواء «الصيفية»! وبغض النظر عن هذه الإستضافة التي لا تندرج الا ضمن افلاس يعانيه الإعلام المرئي باعادة تعويم ظواهر نبذتها الناس والشاشات على حدّ سواء، كان لافتاً بل مثيراً للسخرية ما قاله أمين عام «اتحاد المصارف العربية» وسام فتوح، للقناة رداً على عبد اللطيف، بأن «المصارف اللبنانية ستتخطى الأزمة»، نافياً حصول إنهيار إقتصادي، بدليل «أن المصارف فتحت أبوابها» كما قال. السخرية كانت واضحة، من خلال الرد على كلام المنجمة، واعطائه تأثيراً وحيزاً، مقابل كلام مشابه قاله خبراء اقتصاديون لم يصر الى الرد عليهم ولو بكلمة واحدة.