الاعلانات على الشاشات... الوضع رمادي!

  • 0
  • ض
  • ض
الاعلانات على الشاشات... الوضع رمادي!
(تصوير هيثم الموسوي)

يجمع القائمون على القنوات اللبنانية على نقطة أساسية، ألا وهي تراجع سوق الاعلانات في السنوات الثلاث الماضية على خلفية تقلّص الدعم السياسي والأزمة الاقتصادية وغيرهما من العوامل. هكذا، شهدت هذه السوق مطبّات كثيرة، وجاءت الضربة «شبه» القاضية مع تجميد البرامج التي تبثّها القوات بسبب إندلاع التظاهرات منذ شهرين تقريباً. خلال هذه الفترة من كل عام، كانت القنوات تتزاحم على إستقطاب أكبر عدد من الاعلانات التي تروّج للسلع الاستهلاكية والهدايا والمطاعم والمصارف وغيرها. لكن أموراً كثيرة تغيّرت هذا العام، إذ أن القنوات المحلية دفعت نصف راتب لموظفيها في الشهرين الماضيين، ويبدو أنها ستكمل بهذه الخطة، بحجة تراجع سوق الاعلانات. ولو ألقينا نظرة سريعة على الشاشات، لوجدنا أن السوق الاعلاني شبه متوقفة، لكنها ليس معدومة كما يروّج القائمون على الشاشات. عند إنطلاق التظاهرات، تجمّدت الاعلانات بشكل نهائي وفتحت الشاشات هواءها للبثّ مباشرة ونقل صورة الشارع من مختلف المناطق. إستمرّت القنوات بتلك الخطة أسابيع عدة، ولكن مع عودة الحركة الخفيفة للمشاريع التلفزيونية، عادت الاعلانات إلى القنوات ولو بشكل خجول. تلك الاعلانات توزّعت حسب برامج كل قناة، لكنها كانت حاضرة في نشرات الأخبار والبرامج التي تبث بعد النشرة ويطغى عليها الطابع السياسي. ومع عرض قناة lbci برنامج «لهون وبس» لهشام حداد (كل ثلاثاء) وبرنامج Fe_male لكارلا حداد (كل جمعة)، إضافة إلى برنامج «عشرين30 رؤية لبنان» الذي يتولاه ألبير كوستانيان (كل إثنين 21:30)، توزّعت الاعلانات بين المشاريع الاكثر حضوراً على القناة. فمن المعروف أن lbci تتعاقد مع شركة «شويري غروب»، وبالتالي فإعلاناتها منوطة بتلك الشركة. أما في قناة mtv فالوضع مختلف. شاشة ميشال المرّ تعتمد على نفسها عبر فريق عمل مختصص (يشرف عليه كارل المرّ) للتعاقد مع الاعلانات. وهذه الفترة عادت الحركة بشكل بطء، مع تقديم أسعار منخفضة للاعلانات من بينها إعلانات المصارف والسلع الاستهلاكية والسيارات. من جانبها، تتعاقد «الجديد» مع شركة AL MEDIA للاعلانات الموكلة اليها تلك المهام. وبدا واضحاً أن الاعلانات تزدحم في فترة المساء مع عرض الحلقات الخاصة من برنامج «يوميات ثورة» الذي يلقي الضوء على قضايا الفساد والسياسة الحالية. بإختصار، إن الوضع في القنوات حالياً متأزم بسبب تراجع سوق الاعلانات، لكنه ليس سوداوياً كما يُشاع.

0 تعليق

التعليقات