أمس السبت، منعت القوى الأمنية اللبنانية مجموعة شبّان قيل إنّهم آتون من «خندق الغميق» من الاقتراب من موقف اللعازارية (وسط بيروت) والاعتراض على تنظيم وقفة تضامنية كانت مزمعة هناك مع خيمة «الملتقى». ومع بلوغ التصعيد ذروته، برز خبر عاجل على شاشة «العربية»، مفاده أنّ «مكبّرات صوت تدعو أنصار حزب الله وحركة أمل إلى التجمّع مجدّداً في وسط بيروت». خبر يصنّ طبعاً ضمن الأخبار الكاذبة الهادفة إلى التحريض، بما أن المجريات على أرض الواقع كانت تظهر عكس مضمون هذا الخبر، مع تأكيد جميع وسائل الإعلام المحلية على أنّ إمام جامع «خندق الغميق» أو مسجد «الإمام علي» كان يدعو هؤلاء الشبان إلى الابتعاد والتهدئة. وبالفعل، بعيد كلام الإمام بدقائق قليلة، انتهت المناوشات على «جسر الرينغ»، وعاد الهدوء نسبياً إلى المنطقة، بعد اشتعالها في فترة ما بعد الظهر. هكذا، تجرّأت القناة السعودية مرّة جديدة على الكذب والتحريض، مع تعمية على باقي عناصر الحدث. فقد كانت «العربية» تنقل مباشرة ما حصل أمس في «الرينغ» ومدخل ساحة «اللعازارية»، وتستعين بمشاهد من قنوات محلية لنقل الصورة.


لكن، في الوقت عينه، كانت تتهم الشبان الذين حاولوا الدخول إلى الساحة بأنهم «يرفضون المواضيع التي يتم التداول فيها في الخيم»، من دون أن تأتي على ذكر حادثة خيمة «الملتقى» (The Hub) التي سبّبت كل هذه الفوضى. وراحت القناة تتهم بشكل عشوائي وتنقل عن أصحاب الندوات الاجتماعية والسياسية في «وسط بيروت»، أنّهم يتعرّضون «لقمع لحرية الرأي»!
يذكر أنّ «العربية» تضع ثقلها في نقل الحدث اللبناني منذ اندلاع التظاهرات الشعبية، وتدخل بقوّة على خط التسييس وتحريف الوقائع.