في كل موسم، كانت القنوات اللبنانية تقسم برمجتها إلى مرحلتين، الأولى تُطلقها في الخريف والشتاء، والثانية تكشف عنها بعد رأس السنة حيث تحتفل ببداية جديدة تشبه الأجواء التي تسود في هذه الفترة. هكذا، كانت الشاشات تخبّئ «مونتها» لما بعد رأس السنة، علّها تحظى بنسبة مشاهدة بعد التغييرات التي تجريها. لكن هذا العام، فإنّ الأمور مختلفة في القنوات بسبب الحراك الشعبي الذي إنطلق من 17 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي ولا يزال مستمرّاً. يومها قررت القنوات تجميد برمجتها الخريفية التي سبق وحضّرت وخصصت لها ميزانية مالية للمنافسة، والاكتفاء بعرض برامج مستوحاة من الاحداث الآنية في الساحة. فقد توقفت الأعمال الفنية والترفيهية، وحلّت مكانها مشاريع سياسية تواكب الحراك وتداعياته على مختلف الأصعدة. فكانت الضربة الكبرى في إنتظار الشاشات، فوقف المشاريع التي حضّرتها في الصيف الماضي، أدى إلى تفاقم الأزمة المالية الموجودة في الأساس، لكنها ازدادت حدةً مع «الثورة». كما كان متوقعاً، مع حلول العام الجديد بدأت التساؤلات عن إمكانية قيام القنوات بكسر روتين البرامج، وإضافة بعض الأعمال الفنية علّها تكون أشبه بـ«بهارات» البرمجة. يبدو أن تلك الخطوة لن تطبّق حالياً، بل تستمرّ الشاشات في عرض برمجتها القديمة التي رافقت المشاهدين منذ ثلاثة أشهر. هذه الحالة في البرمجة ربما تتواصل لحين حلول شهر رمضان الذي يصادف في نيسان (ابريل) المقبل، حسب التطورات السياسية. إذ قررت قناة «الجديد» الاستمرار في عرض الحلقات اليومية من «يوميات ثورة» لمواكبة التغيرات الحاصلة. من جانبها، تُبقي mtv على برمجتها القديمة التي تعتمد على جو معلوف الذي يطلّ كل إثنين في حلقة خاصة من وحي الأحداث، ويقدم مارسيل غانم كل خميس برنامجه «صار الوقت» الذي يتمحور حول التطورات السياسية الحاصلة. كما يستقبل عادل كرم في «بيت الكل» كل جمعة مجموعة نجوم من مختلف المجالات ليتحدّثو في السياسة أيضاً. أما بيار رباط فيضفي بعض النكهة ببرنامجه «منا وجر» الترفيهي. وفي قناة lbci لا يختلف الوضع حالياً عن البرمجة السابقة، بل تحافظ الشاشة على حضور ألبير كوستانيان ببرنامج «عشرين30 رؤية لبنان» كل إثنين، ويطل هشام حداد كل ثلاثاء في حلقة من «لهون وبس». كما تبثّ القناة حلقات خاصة من وحي التطورات تعرضها بعد نشرة الاخبار.