لكن ما الذي يدفع بقناة تلفزيونية، أن تقزّم من شأن مطلقي حملات مقاطعتها وتصنفهم ضمن «المجموعات الصغيرة التي تصادر أصوات الناس»، تخصيص مقاطع كاملة من مقدمة نشرة أخبارها، وكذلك افراد تقرير يتعدى ثلاث دقائق، لتفنيد الحملة، والمدح بمراسليها وبعملهم الميداني، واستحالة ازاحتها عن التغطية الإعلامية للحراك. طبعاً، هذا الأمر يثير الاستغراب، لناحية تأثير حملة مقاطعتها، هي التي ما زالت محجوبة عن مناطق عدة في بيروت، والجنوب، والبقاع على خلفية «اشتباكها» مع «جمهور المقاومة»، وبالتأكيد لن تحتمل مقاطعة اضافية تأتي هذه المرة من جهة «الثوار» الذين شككت في هوياتهم في الأصل، بل اتهمت صفحات فاعلة لها حضور في مواكبة «الثورة»، بالتآمر عليها وصنّفتها ضمن أدوات «السلطة». قراءة هذه المشهدية مهمة، لمعرفة سبب استشراس «الجديد» في الدفاع عن مقابلة باسيل، بعد أكثر من سبعين يوماً، شكلت فيه رأس حربة في مواكبة التظاهرات في المناطق، وحاولت بعدها السخرية من الاتهامات بالقبض من السفارات القطرية والإماراتية، كما جاء في مقدمة نشرة أخبارها أمس. لمنتقدي المقابلة الحق في الإعتراض، كما من حق القناة المستضيفة أن تدافع عن خطوة استضافة شخصية جدلية حظيت بالحصة الأكبر من الهجوم في الشارع، لكن، طبعاً، من غير المنطقي التقليل من شأن أصوات ترى في المقابلة سبيلاً لـ «تلميع صفحة باسيل»، والتشكيك في هذه الإستضافة التي «لم تأت مجاناً» كما يقول المنتقدون، ولو ادعى القائمون على القناة بأن مفردات «الرياء السياسي» و«المحاباة» ستغيب عن قواميسهم، لكن في نهاية المطاف هناك مساحة للضيف، وليس أي ضيف، فباسيل غاب عن المقابلات التلفزيونية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وها هو يخرج الليلة على شاشة شكلت منصة أساسية للتظاهرات، وأثارت دون غيرها جدلاً لم ينته الى اليوم حول سياساتها التحريرية المتنقلة على الجبهات.
الى الثوّار الذين ينتظرون مقابلة جبران باسيل على الجديد، هل تعلمون انه اذا قاطعتم قناة الجديد خلال عرض الحلقة مقاطعة تامة وقت ظهور باسيل هو انتصار مهمّ جدا للثورة! القنوات تعنيها جدًّا نسب المشاهدة! سجلوا موقف وقاطعوا الحلقة. انا رح قاطع وانت؟#مقاطعة_مقابلة_باسيل_عالجديد
— لمى ناصر (@LamaNasserr) 4 janvier 2020