طيلة فترة مكوث وزير الإعلام السابق جمال الجراح، في وزارة الإعلام، لم يحدث أن فتح ملفاً خاصاً بهذا القطاع، أو حتى طرح خطة معينة للإنقاذ، ولو بقيت حبراً على ورق كما أسلافه. الوزير الذي نأى بنفسه عن كل التدهور الحاصل في قطاع الإعلام، وتراكم أزماته الإقتصادية والمؤسساتية، مع تعاظمها في الوقت الحالي تزامناً مع أزمة اقتصادية غير مسبوقة تطال جلّ الشعب اللبناني، انتهت ولايته أمس، مع إعلان قبول استقالة حكومة سعد الحريري. وبالتأكيد لن يلحظ أحد غيابه كما حضوره، لتغييب نفسه عن الساحة المتعلقة بوزارته، واكتفائه ببيانات يتيمة، كذاك الذي أصدره أخيراً، يساوي فيه بين المحتجين وبين قوى الأمن. حتى إنه ذهب باتجاه الإنحياز لعناصر مكافحة الشغب واعتبر أنهم كانوا «حريصين على عدم التعرّض للمتظاهرين السلميين»! أمس، ومع إعلان التشكيلة الحكومية التي يرأسها حسان دياب، طفا الى السطح اسم منال عبد الصمد كوزيرة للإعلام ضمن الحكومة التي تدخلها للمرة الأولى ست سيدات في وزارات مختلفة. استطاعت عبد الصمد وطبعاً زميلاتها الاستحواذ على الأضواء، لا من باب الجندر، بل من باب التغزل بصغر أعمارهن وجمالهن. أمر انزلق في كثير من الأحيان الى الذكورية، حتى الى اقتحام الحياة الخاصة في نشر الصور الشخصية المنشورة على السوشال ميديا، واعادة نشرها مع تعليقات غير لائقة، تتخذ من صور التقطت في مناسبات خاصة موئلاً لفتح حفلات من الإطراء والغزل التي وصلت الى تصنيفهن ضمن «ملكات الجمال».

وطبعاً، نالت عبد الصمد حصتها من هذه المساحة. الأستاذة المحاضرة في جامعتي «الأميركية» و«اليسوعية»، استطاعت جذب الأنظار، نظراً لصغر سنها، ولطلتها الحيوية، الى جانب إنشغال كثير من اللبنانيين، بعالم الإعلام وتحديداً التلفزيون، الذي يتعرض بدوره لأزمات مالية متلاحقة، عدا الإنقسامات الحاصلة داخل القنوات. هكذا، سرعان ما أنشئت صفحة ساخرة (وصل عدد متابعيها الى أكثر من ألفين) على تويتر، عمرها ساعات قليلة، تحمل اسم وزيرة الإعلام، وفي داخلها مجموعة تغريدات ساخرة تصل أحياناً الى الفقاعة، تتناول نواحي مختلفة من القنوات. على سبيل المثال هناك تغريدة خاصة بقناة «المنار» تنتقد فيها إعادة مسلسل «بوح السنابل» وأخرى تتعلق بـ «الجديد» ووعدها بتثبيت قطع بثها عن «الضاحية». التغريدات المنوعة قد تبعث للتسلية طبعاً، مع محاذير تتعلق بسماجة النكتة أو أثرها على موظفي قناة معينة يعانون من اجحاف كمصروفي «المستقبل». إذاً استطاعت وزيرة الإعلام الجديدة الإستحواذ على الأضواء قبل أن تطأ وزارتها وتعلن برنامجها، وحظيت أكثر من زميلاتها في تداول صورها الشخصية على السوشال ميديا، والدخول في تفاصيل عملها المقبل في الوزارة.