عشر سنوات كاملة سيقضيها الشاب داخل سجن وليّ الأمر. الشريعة الوهابية تعاقبه على تغريدة، كل 14 حرفاً بسنة. وكان مهند قد اعتُقل في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 أثناء تظاهرة أقيمت أمام مكتب العمل في بريدة (شمال الرياض) احتجاجاً على زيادة الرسوم على العمالة الوافدة.
الحكم الجديد الذي صدر الاثنين أتى بموجب نظام «مكافحة الجرائم المعلوماتية» أولاً، لتكرّ بعدها سبحة الاتهامات بحسب بيان الادعاء الحكومي ضدّ المحيميد. إذ يعدّ التعاطف مع ذوي الموقوفين في قضايا أمنية والتظاهر من أجل ذلك، وإنتاج وتخزين وإرسال تغريدات من التهم التي يُعاقب عليها في المملكة. والمحيميد يصارع «تهماً» كثيرة في سجنه، منها التواصل مع الإصلاحيين داخل المملكة، وإعادة نشر ما يدوّنونه عبر تويتر، وحيازة «صور مسيئة لمفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ»، و«قيامه بإرسال دعوات عبر تويتر للمشاركة في التظاهرات ضدّ الدولة»، و«المشاركة في موقع إنترنت مناوئ للدولة يحثّ على القتال ويروّج للفكر المُنحرف».
التشكيك في نزاهة القضاء السعودي لم تفضحها تغريدات الناشط في حقوق الإنسان مهند المحيميد السابقة فقط. عشرات المدوّنين تضامنوا مع قضيته وأعادوا نشرها، منها تدوينات أخته إلماس ووالده صالح المحيميد. ذكر الأخيران على تويتر أنّ مهند تعرّض للتعذيب خلال سنة وثلاثة أشهر في المعتقل، مع رفض السلطات توكيل محامٍ للدفاع عنه، وإبقائه في الحبس الانفرادي لمدة 80 يوماً، وإجباره بوصفة من طبيب السجن على تناول حبوب صنّفتها وزارة الداخلية السعودية بأنها نوع من المخدرات.
الحكم على المحيميد جاء بعد يوم واحد على حكم بالسجن 8 سنوات بحق ناشط آخر يرجَح أنّه زاهر الزاهر من القطيف بالتهم نفسها تقريباً.
حملات تضامنية
تناول الناشطون السعوديون بالسخرية الحكم الصادر ضدّ المدوّن مهند المحيميد. أصبح هاشتاغ #مهند _ المحيميد من أنشط الهاشتاغات. كتب أحدهم، معلّقاً على تهمة المحيميد بحيازة «صور مسيئة وبث صور مسيئة لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ»: «صراحة، أنا أقترح منع ظهور صور المفتي حفظاً على هيبته». أما تهمة المحيميد بإعادة نشر تغريدات إصلاحية، فعلّق عليها مدوّن آخر: «آسف أنا عايش في دولة بوليسية». وعرّف آخر عن نفسه على تويتر باسم «وليّ الأمر» مغرّداً «#مهند _ المحيميد كان سبباً في غرق جدة لمرتين، إضافة إلى نشاطه المشبوه حول نووي إيران وإعصار كاترينا الذي عصف بالمعاهدين الأبرياء».