أدهم السيد، طالب جامعي يعيش في مدينة «ووهان» الصينية، منذ أكثر من خمس سنوات، استحال اليوم، نجم السوشال ميديا، والإعلام العربي والناطق بالعربية. منذ بدء انتشار فيروس «كورونا» في الصين، اشتهر الشاب اللبناني، بظهوره على المنصات التفاعلية، ونشره فيديوات مختلفة من المدينة الموبوءة. ليس سهلاً أن تخرج من قلب مدينة انطلق منها الفيروس، وتحاول قدر الإمكان نقل صورة واقعية من هناك، بعد التضخيم الهائل للحدث، وأحياناً التلاعب به، سيما من الميديا الغربية. من خلال فيديواته شبه اليومية على حسابه على فايسبوك، استطاع السيد أن يحوّل الأنظار اليه، خاصة أنه يتحدث العربية، وهذا الأمر يساعد كثيراً في ايصال الرسالة للعالم العربي. أخيراً، أطل الطالب في جامعة «هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا» على «سكاي نيوز» وعلى الشبكة الصينية الناطقة بالعربية، من مكان سكنه الجامعي في المدينة، ليتحدث عن الإجراءات الصارمة المتخذة هناك، للوقاية من الإصابة بالوباء، وعن توفر الحاجيات الأساسية للعيش من طعام ومياه، الى جانب بقية الإجراءات المتخذة في المسكن لضمان سلامة الطلاب.
كما وسّع الحديث ليطال الإجراءات المتخذة في الجامعات ومداخل مساكن الطلاب.
يعدّ السيد واحداً من أربعة طلاب جامعيين لبنانيين في الصين، سلطت بدايةً الأضواء على أحوالهم هناك، من خلال مناشدتهم الدولة اللبنانية، ليصار بعدها الى طمأنة باقي الشعب اللبناني، إلى أن هؤلاء لم يصابوا بأي أذى، ويحاولون التأقلم مع الإجراءات الصارمة التي تتخذها المدينة الصينية. في الفيديوات التي سجلها الشاب اللبناني من هناك، جولة في شوارع «ووهان»، حيث توقفت الحركة داخلها، أكان باقفال المتاجر الصغيرة، أو بتوقف وسائل النقل، مع تنويه بابقاء المتاجر الكبرى مفتوحة وكذلك الصيدليات. هكذا، ومن دون أن يدري تحوّل أدهم السيد، ابن بلدة برجا، الى مراسل صحافي من داخل مسكنه الجامعي، واستطاع نقل صورة واقعية لما يحدث في المدينة المصابة، وساعد على ذلك أنه يكنّ حباً للصين واعجاباً بشعبها عندما قال لاحدى وسائل الإعلام: «هنا لا يعرفون الحقد ولا التمييز، يتوحدون ويتضامنون.. أثق أن الصين ستهزم هذا الفيروس الجديد قريباً». ونشر توازياً، فيديو من هناك، يظهر السكان يتضامنون من خلال إعلاء أصواتهم من خلف النوافذ، وينادون بصوت موحد :«ووهان جايو » أي تبعاً لترجمة السيد، الخاصة تعني: «ووهان شدي حالك، ووهان إلى الامام».