منذ الإعلان عن أول إصابة لفيروس كورونا في لبنان، بدأ الإعلام اللبناني تدريجاً، الدخول في حمّى الفيروس القاتل. ومع تصاعد اعداد الإصابات، والدخول في تعداد الوفيات، أضحت الحاجة ملحة الى ضخّ مزيد من التوعية المقرونة بالوعي لا بالهلع. فإزاء دق العديد من القنوات ناقوس الخطر ودعوة الناس الى الإلتزام في بيوتهم، وحتى اجتهاد البعض في إعلان حالة الطوارىء في خروج واضح عن القانون، كانت lbci، تقدم نموذجاً مختلفاً في مقاربة انتشار الفيروس، سيما في نشرات أخبارها المسائية. على مدى أكثر من أسبوعين، تدأب القناة، على اعطاء المساحة الأكبر للفيروس وانتشاره عالمياً، وعلى استضافة حالات خبرت الحجر الصحي (عبر السكايب)، لتدعو بدورها الى ضرورة الحجر، وأهميته في وقف انتشار الفيروس. هكذا، وبشكل يومي، خرجت القناة من الخطابات الكلاسيكية وحتى التقارير المشغولة بطريقة اعتيادية، لتصب في إطار مختلف، يتسم بالحيوية وبالتفاعل (غالبيتها مصنوعة على طريقة الغرافيكس) ليضحي المضمون أكثر ألفة مع المشاهدين، ولا يثير لديهم الملل. ولعلّ اللافت في هذه التقارير، محاولتها الخروج من الأفكار المكرورة إعلامياً والبحث عن أخرى، تدور في فلك الكورونا، لكن في الوقت عينه تجيب بشكل علمي عن أسئلة ومواضيع نادراً ما يتم إثارتها في الإعلام. كالتقرير الذي بثته أول من أمس، عن كيفية التعاطي مع المتوفي جراء فيروس كورونا، وما هي الإجراءات التي يجب أن تتبع في الدفن وفي وداعه. الى جانب ابتعاد استهلالياتها عن زواريب سياسية ضيقة أو تصفية حسابات، مع الحفاظ على مساحة المساءلة للحكومة ولأجهزتها الطبية. أمس، انتشرت بشكل واسع مقدمة نشرة أخبارها المسائية، التي أوصلت من خلالها وبطريقة سلسة، أهمية البقاء في المنازل للحفاظ على من «نحبهم». والأهم أن رسالتها بخصوص خطورة انتشار الفيروس مرّ بين الأسطر من دون أن تكون مفرداتها مطعّمة بالهلع وبإثارة المخاوف. عدا نشرها على مدار الساعة، رسائل اللبناني أدهم السيد من «ووهان» (الصين) للوقاية والإنتباه من كورونا. باختصار، مرة جديدة، تستحوذ lbci على الأضواء كونها أعطت مثالاً لكيفية تعاطي وسيلة إعلام مع الأزمات بمسؤولية وحكمة، وسط الفوضى التي تحكم هذا القطاع، وحساسية الظرف الذي يمر فيه لبنان.