صحيح أن فيروس كورونا لم يفرّق بين عرق وجنس ولا مركز سياسي أو اجتماعي، لكن ماكينات الإعلام الخليجي وتحديداً السعودية، تدأب منذ بدء انتشار الوباء سيما في ايران، على تنظيم حملة شرسة ضدها، وأيضاً على «حزب الله»، في لبنان، تدرجت من تحميلهما المسؤولية في المساهمة في نقل الفيروس الى بيروت، لتصل اليوم الى اطلاق شائعات بالجملة، تولتها أخيراً قناة «الحدث» السعودية. فقد أفادت اول من أمس، تبعاً لما قالت بأنه من «مصادر خاصة»، بأن «مسؤولين من حزب الله يخضعون للحجر الصحي»، جراء احتكاكهم بمسؤول ايراني زار بيروت الفترة الأخيرة. وسمّت القناة النائب محمود قماطي، الذي سبق أن نفى ما تم تداوله حول إصابته بالكورونا، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، الى جانب «مسؤول أمني رفيع». كما أشاعت أمس، خبر خضوع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله للحجر الصحي، لمنعه من الإصابة بكورونا. سلسلة شائعات تلقفتها سريعاً الصحافة الإسرائيلية، وراحت تروّج لها بطفرة، سيما الخبر المتعلق بصحة نصر الله. القنوات السعودية لم تقف عند هذا الحدّ، فقد صوّبت سهامها على وزير الصحة حمد حسن، واتهمته بالتقصير في اتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص الفيروس. وكان مثيراً للإستغراب ما أوردته أمس، صحيفة «عكاظ» السعودية، على صفحتها الأولى. خبر روّجت فيه لتحول «مستشفى الرسول الأعظم» في الضاحية و«الشفاء» في بعلبك الى مراكز للإستشفاء للمرضى الإيرانيين الآتين من سوريا بعدما تعاظم عدد الإصابات في ايران! مانشيت، اثار سخرية اللبنانيين لما تضمنه من تشغيل للمخيلة ذهبت الى حدها الأقصى من السريالية. طبعاً، الهجوم على «حزب الله» من بوابة كورونا، سبقته حملة ممنهجة على ايران التي يزداد عدد الإصابات داخلها ووصل الى الآلاف، وآخرها، بث صور لم يتأكد من مصدرها، تتهم فيها السلطات الإيرانية بدفن موتى الفيروس بطريقة غير لائقة، والتكتم لاحقاً على أعداد الوفيات.