قبل أيام قليلة، نجحت lbci، في أن تضحي مقدمة نشرة أخبارها حديث الناس والسوشال ميديا. مقدمة «خليك بالبيت» التي مسرّحها وقتها ماريو عبود، وكتبت باللهجة العامية وبأسلوب عاطفي، حاولت المحطة أمس، ابتداع نسخة مشابهة عنها، لكنها أتت مشوّهة ومنفرة. صحيح أن أعداداً هائلة من اللبنانيين خرقت أمس، قرار الإلتزام في المنازل، واتجهت صوب الكورنيش البحري لبيروت، للتنزه، والتريض من دون الإلتفات الى خطورة هذه التجمعات في زمن كورونا. لكن هذا الأمر لا يستدعي ما ساقته lbci، أمس، في مقدمة نشرة أخبارها المسائية. هذه المرة لم تفلح المحطة في استقطاب الجمهور، بل كانت ردة الفعل عكسية، لما تضمنته الإستهلالية من وصف لرواد الكورنيش بأنهم «بلا مخ»، و«يسيرون كالقطيع». هكذا، خاطبت القناة هؤلاء، بأسلوب تأديبي واستعلائي. وبدل أن يصار الى سماع ما تتلوه، ذهب كثيرون صوب النفور من هذا الكلام والسخرية منه. وخسرت المحطة بالتالي في تصويب هدفها نحو الإهمال والإستهتار الحاصل على الكورنيش، وبان فارق كبير بين استهلاليتين فصلت بينهما أيام قليلة.

الى جانب الفشل في مخاطبة الجمهور، لم تفلح مساعي مراسلة القناة غراسيا أنطون، بعد تقديمها أمس في النشرة فقرة طغى عليها النفس الشخصي والعاطفي، أو هكذا أرادت المحطة تقديمه، ودمجه مع رسالة التقرير التي تحث على التقيد بإجراءات الوقاية خوفاً على باقي أفراد العائلة. فقد خرجت أنطون وجهدت في قراءة التقرير الذي خصص جزؤه الأول للحديث عن عائلتها وتحديداً والدها الذي تخاف عليه من أن يصاب بسبب تقدم سنّه وأيضاً الأمراض التي يعاني منها. في كثير من الأحيان، لم تتمالك مراسلة القناة نفسها، وخانتها دموعها لمرات، لتصل في نهاية المطاف الى ضرورة الإلتزام باجراءات الوقاية حماية للعائلات في وجه كورونا. باختصار، وكما يقول المثل الشائع «مش كل مرة بتسلم الجرّة»، لم تسلم جرة lbci، أمس، في لعبتها التلقينية وحتى الإستخدام العاطفي المفتعل لجذب الناس. على المحطة العودة الى أيامها السابقة، ودراسة خطواتها قبل أن ترمي باختباراتها في الهواء ولا تلقى سوى النتائج السلبية!