صحيح أن lbci برزت في الأزمة الصحية الحالية، في مواكبتها لفيروس كورونا، واستطاعت جذب الأنظار اليها، سيما في نشراتها الإخبارية، التي اتكأت في الأسابيع الماضية على لغة الأرقام، مع استفاضة في استخدام البيانات والغرافيكس، بغية تسهيل ايصال المعلومات وتحليلها لدى المشاهد، عدا نوعية المضامين التي تقدمها، واستضافتها لأطباء ومعنيين في القطاع الصحي. هذا الإيقاع السريع نوعاً ما، أسهم في رفع نسب المتابعة لدى المحطة، خاصة لجهة تعمدها عدم الاستثمار السياسي في الأزمة الصحية كما فعلت قنوات أخرى. لكن في الآونة الأخيرة، اضافت القناة نشرة إخبارية صباحية قبيل «نهاركم سعيد»، وخصصت ساعة كاملة لنشرتها الإخبارية المسائية، بعدما كانت النشرات تقتصر على 40 دقيقة كحد أقصى. زيادة المساحة الزمنية في النشرة، مردها تخصيص مساحات لأطباء ومختصين لشرح مزيد من المعلومات والإجابة عن كثير من المغالطات ووضع الجمهور في توقعات المرحلة القادمة. لكن هذه الزيادة أسهمت في قلب مفهوم نشرة الأخبار لتحوّله الى أشبه ببرنامج حواري «توك شو». على سبيل المثال، استضافت القناة أمس البروفسور جاك مخباط، المتخصص في الأمراض الجرثومية والمعدية. مخباط أطل في فقرتين الأولى تناولت أرقام المصابين بالكورونا في لبنان، وأخرى خصصت للفحوص المخبرية اليومية للوباء. نتحدث هنا، عن 22 دقيقة وأكثر أي ما يعادل نصف وقت النشرة، وعن مضمون يصعب فهمه لدى كثير من المشاهدين، خاصة مع استخدام مصطلحات طبية بحتة غير متداولة، مع ترك الأخبار عن كورونا، ومستجداتها الى النصف الأخير من النشرة. أمر بعث مللاً لدى المشاهد، وخللاً في مفهوم النشرة الإخبارية التي تحولت الى مساحة تحليلية وأضّرت بالمسار الذي سلكته lbci في بداية الأزمة الحالية.