بعد أيَّام من العاصفة التي أثارها التصريح العنصري للممثلة الكويتية حياة الفهد التي دعت لرمي الوافدين في الصحراء لحل أزمة سعة المستشفيات، عادت العنصرية تجاه الوافدين في الكويت إلى الواجهة مع انتشار مقطع فيديو للإعلامية الكويتيَّة نادية المراغي تضمَّن ما اعتبره ناشطون إساءةً للوافدين وعنصريَّة موصوفة. وتظهر المراغي في الفيديو برفقة سيّدة أخرى في زيارة لإحدى المدارس التي تحتضن عدداً من الوافدات الفليبينيات المخالفات لقانون الإقامة قبل ترحيلهن إلى بلادهن تلافياً لانتشار فيروس كورونا المستجدّ، شارحةً أسباب وضعها للكمامة: «أنا وسهام ناخذ جولة عليهم.. يقولون لنا لازم نلبس كمّامات ليش؟ عشان الغرف شنو فيها؟» لتجيب مرافقتها: «معفنة معفنة معفنة من ريحتهم» لترد المراغي: «الله يعيننا الله يعيننا ما يخالف ما يخالف.. تراهم نايمين مساكين استغفر الله يا ربي، يا ربي استغفر الله العظيم وأتوب إليه»، ثم تعود لتضحك بصورة لا تتناسب مع ما سبق كما لو كانت حائرة بين مقتضيات الصورة التي ترغب بتصديرها (وهي التي تصور المشهد بنفسها عبر هاتفها الشخصيّ) وبين ما تختزنه فعلاً من أفكار تجاه الوافدين، قبل أن تدخل إلى إحدى الغرف وتوجّه للوافدات أسئلة بالإنكليزيَّة تطمئن بها إلى أحوالهن.
الفيديو أثار استياء المغرّدين الكويتيين قبل غيرهم، إذ طالبها البعض بالاعتذار متسائلين عن الحكمة من تصوير أشخاص مغلوب على أمرهم، وتولى البعض الآخر الاعتذار بنفسه ممن «علمنا وعالجنا وعمَّر بيوتنا وخاط ملابسنا». ورأى آخرون أنَّ كورونا كشفت الوجه القبيح للمتنمّرين والعنصريين، مقابل آراء خجولة دعمت الإعلاميَّة ودافعت عن موقفها متسائلة ما إذا كان وصف الرائحة البشعة بأنَّها بشعة أصبح يصنّف عنصريَّة في هذه الأيام!
وعلى الفور، تحرَّكت السلطات في الكويت، حيث أعلنت وزارة الداخليَّة يوم السَّبت أنَّها «تجري تحقيقاً في مقطع فيديو متداول لسيّدتين تلفظتا بألفاظ غير لائقة تجاه وافدين في أحد مراكز الإيواء». وأكدت الوزارة أنه «يجري اتخاذ الإجراءات القانونيَّة اللازمة بحق السيّدتين».
واشتهرت المراغي (1958) من خلال تقديمها عدداً من البرامج على قناة «سكوب» الكويتية أبرزها: «نسيم الصباح» (2011) و«صباح الخير» (2014) و«سير علينا» (2014) و«بوح مع نادية» (2017 ولا يزال) و«رمضان زمان» (2019) و«صباح الكويت» (2018 ولا يزال). يُذكر أنَّها كانت قد خصَّصت حلقة 2 آذار (مارس) الفائت من برنامجها «بوح مع نادية» للتوعية حول فيروس كورونا وأهمية استخدام القفازات البلاستيكيَّة والكمَّامات ومعقم اليدين والالتزام بالحجرالصحي وغيرها من تعليمات وزارتي الصحة والداخليَّة، من دون أن تذكر شيئاً عن الاستخدامات الأخرى للكمّامة في مواجهة «الروائح العفنة»!