« للغاضبين من وصف بلا مخ وانقبروا انضلوا... أنظروا كيف يقتادون العاهرات عن الطرقات»، عنوان بعثته «الجديد» أمس، على هواتف اللبنانيين، لمتابعة برنامج «طوني خليفة». العنوان الذي يتضمن نوعاً من التأديب، يُدخل عنصر الجنس، الذي لطالما كان ركيزة البرنامج، وتراجع أخيراً، مع الأحداث التي طرأت على حياة اللبنانيين. في الفقرة التي عرضت أمس، يتنكر أحد مراسلي البرنامج في زيّ امرأة، ويقف على قارعة الطريقة بصفته بائعة هوى، ويوّثق كل من يقف ليتفاوض معه على السعر. من حسن الحظ أن الفقرة أخفت وجوه العابرين الذين بالطبع بجهلون أن ثمة كاميرا خفية تترصدهم، لكن في المقابل، لم يعرف هدف الفقرة. هل كان متوقعاً أن يرفض هؤلاء أي المارة الرجال، عرضاً مالياً لامرأة يبدأ بمبلغ عشرين ألف ليرة مقابل جسدها؟ الفقرة التي امتدت على نحو عشر دقائق تقريباً، والتي انتهت بالإعتداء على الرجل المتنكر بعد كشف هويته وتحطيم الكاميرا، كانت خلاصتها أن هؤلاء «بلا مخ»، حسب خليفة الذي دعاهم الى أن «ينضبوا بالبيت»، لأنهم لم يكترثوا لكورونا وإصابة عائلاتهم بعدها. ما زال خليفة يصرّ للأسبوع الثاني على التوالي على تنصيب نفسه مؤدباً للناس، وهذه المرة، حاكماً أخلاقياً عليهم. فالتجربة الإجتماعية إن كان ينطبق عليها هذا الوصف، التي اجراها شاب يدعي أنه بائعة هوى، لم تكن نزيهة بالكامل، لا يعقل أنّ كل المارة ارتضوا عرض المرأة. وهنا، بحكم المونتاج يفترض أن تعرض كل المواقف، عدا أنها غير صالحة لإعتمادها على بيع الجنس، وهذا الأمر لا يمكن ضبطه في الشارع. فكان الحريّ بالبرنامج أن يستقصي إن كان هناك فعلاً خروقات في ما يخص التعبئة العامة واقعاً، في ما يخص انتشار بائعات الهوى في الشوارع، والبحث عن الإجراءات المتخذة في زمن كورونا، بشكل مهني بدل حمل العصا على الناس، وتأديبهم من أمام الشاشة او في الشوارع.