نادراً ما يجري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مقابلات مع وسائل الإعلام اللبنانية، ما خلا تخصيصه مرة أو مرتين في السنة، لقاء مع «صار الوقت» على mtv . فكلنا يذكر، نقل الإعلام اللبناني عن وكالات عالمية ما كان يصرّح به الحاكم خلال الفترة السابقة التي تخللها الحراك الشعبي اللبناني. لكن ما الذي استجد أمس، كي يخرج على قناة «المر»، ويخصص له تقرير إخباري مسائي، يعرض فيه ممتلكاته وحجم ثروته قبل توليه الحاكمية؟ التقرير (اعداد جيسي طراد)، يأتي بعيد انتشار وثائق على السوشال ميديا أمس تؤكد أن تحويلات مالية أجراها سلامة، الى خارج لبنان لصالح حسابات خاصة. وثائق انتشرت بسرعة البرق، مما اضطر حاكم مصرف لبنان، الى اصدار بيان صحافي، يقول فيه إن هذه الوثائق مزورة، انتشرت اليوم بطلب من جهات لبنانية داخلية، وتهدف الى «ضرب سمعة مصرف لبنان وحاكمه»، وتندرج ضمن حملة ممنهجة ضده، ملوحاً باستخدام القضاء لملاحقة الفاعلين. لكن سلامة لم يكتف بهذا البيان، بل هرولت mtv سريعاً الى المصرف المركزي، إذ عرض سلامة أرقام ممتلكاته قبيل توليه حاكمية مصرف لبنان، من مبالغ تقاضاها من عمله السابق، وأخرى لعقارات تملّكها في لبنان وباريس. لكن اللافت أن التقرير عرض صورة لهذه الممتلكات التي يصرّح بها عادة الى الدولة الفرنسية، وإذ بها تعود الى العام 2018، فيما كان سلامة يتحدث عن أعوام سابقة في فترة الثمانينيات. هذا الخطأ الذي لم ينتبه اليه كثيرون، لم يثن المعدّة عن انهاء التقرير، بتكرار ما ورد في بيان الحاكم، بأن «الوثائق مزورة، ومكشوفة الهوية»، مع التشديد على «عصامية» رياض سلامة الذي بدأ بحسب طراد العمل في الإستثمار مذ كان عمره 23 عاماً، ووصفت ما قيل في التقرير من مكاشفات مالية بأنه يندرج ضمن الشفافية وسألت: «هل يجرؤ الآخرون؟».