قبل يومين، غادر طاقم «الجزيرة»، مدينة «ووهان» الصينية التي انطلق منها وباء كورون، بعدما أمضى هناك، عشرة أيام من التغطية الميدانية. تفرّدت الشبكة القطرية في الأول من نيسان (ابريل) الماضي، تاريخ دخول فريقها الى هناك، بأن تكون أول قناة مرئية في العالم، تصل الى ووهان، فيما كانت وسائل الإعلام الأخرى تقتصر على الصحافة المطبوعة غربياً. فبعد أن كان الشاب اللبناني أدهم السيد، القاطن في المدينة الصينية، من أبرز وجوه هذه المرحلة، بعدما تحوّل الى مراسل ميداني، وناقل للخبر بدقته بعيداً عن البروباغندا الغربية، برزت اليوم، مراسلة «الجزيرة»، شيماء جو اي اي، الصحافية التي تحمل جنسية عربية (من أب تونسي)، وتتحدر من الصين كمسقط رأسها (والدتها صينية)، من ضمن فريق المحطة. الشابة اليافعة، استطاعت دخول المدينة منذ عشرة أيام، ونقل نبضها بعد إزالة الحظر بشكل كلي عنها. المراسلة التي تتمتع بملامح صينية، وتجيد التحدث بلغة عربية فصيحة، نقلت الينا خلال الأيام الماضية، رسائل بالجملة، من المدينة التي انتشر منها الوباء، بالرغم من الصعوبات التي اعترت حركة الفريق الصحافي هناك، في التنقل، والخضوع لفحوصات بالجملة قبيل الدخول وبعده، الى جانب صعوبة التحدث مع مسؤولين رسميين، أو حتى من السكان المحجورين. طيلة تلك الفترة، حاولت المراسلة أن توصل صورة مختلفة عن «ووهان»، بعد حملات دعائية مغرضة طالتها أو حتى المبالغات التي حاولت تسيّد المشهد الإعلامي وقتها، سيما مع اتهام سكانها بأنهم يعتاشون على المأكولات البرية، علماً أن السلطات الصينية منعت الفريق من التصوير في سوق الحيوانات البرية. لكن بات مؤكداً أن معظم السكان هناك، الذين يصل عددهم الى 11 مليون نسمة، يتناولون الأطعمة كما باقي الصينين، في باقي المدن، وليس صحيحاً التعميم الصادر بحقهم. و
مع انتهاء مهمة الفريق، عاد أخيراً الى بكين، لكن، قبيل المغادرة، نشر تقريراً عن آلية الخروج من هناك، عبر اتباع خطوات الفحوصات وتعبئة البيانات من جديد، مع ملاحظة الإجهاد الذي رافق الأطقم الطبية هناك، بعد عناء دام لأكثر من شهرين في مواجهة فيروس كورونا.