أجرت مجموعة «آبل»، اليوم الثلاثاء، أكبر عملية توسيع لخدماتها في غضون عقد من الزمن، فباتت منصتها للموسيقى عبر البث التدفقي «آبل ميوزيك» متاحة في 167 بلداً، في مؤشر إلى أنّ هذه الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا تستمر في التركيز على تنويع مصادر دخلها. هكذا، أصبحت هذه الخدمة الموسيقية متوافرة في 25 بلداً جديداً في إفريقيا خصوصاً. وأعلنت «آبل» كذلك توسيع خدمات «آب ستور» و«آبل أركايد» للألعاب و«آبل بودكاست» و«آي كلاود» لتشمل 20 بلداً جديداً.ومن شأن هذه العملية السماح بتعزيز الانتشار العالمي لخدمة «آبل ميوزيك»، وهي ثاني أكبر منصة للبث الموسيقي التدفقي.
في المقابل، بلغ عدد المشتركين في خدمة «سبوتيفاي» الموسيقية المنافسة والمتوافرة في أسواق أقل، 124 مليوناً في نهاية العام 2019 بحسب هذه الشركة السويدية، وهي الأكبر في هذا المجال.
يأتي ذلك في وقت تجري فيه «آبل» منذ أكثر من عام مفاوضات مع شركات إنتاج ومالكي حقوق موسيقية لاقتراح خيارات أوسع على صعيد الأعمال، غير أنّ توسيع هذه الخدمات يأتي في خضم أزمة ناجمة عن جائحة كوفيد ــ 19.
وقد أدى ذلك من جهة إلى ارتفاع كبير في استخدام منصات الترفيه، أكانت ألعاباً إلكترونية أو مسلسلات، بسبب ملازمة مئات ملايين الأشخاص والعائلات منازلهم.
إلا أنّ ابيرش كومار، المحلل لدى «كاونتربوينت»، أشار في مدونة نُشرت مطلع الشهر الحالي إلى أنّ «الإقبال على المضامين المسجلة عبر الانترنت انتقل من البث التدفقي إلى الإذاعة».
وأضاف: «في أكثر المناطق تضرراً، يشعر الناس بالقلق فيستمعون إلى الإذاعات ويشاهدون التلفزيون باستمرار لمتابعة الأخبار. وعرفت محطات التلفزيون والإذاعات ازدهارا في حين توقف الاندفاع الذي كان مسجلا باتجاه الموسيقى بالبث التدفقي»، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
إلى ذلك، لا تبدو الأسواق الجديدة التي تستهدفها «آبل» سهلة المنال. ففي الكثير من الدول لا يسمح مستوى المعيشة بالضرورة بتحمّل نفقات اشتراك الاستماع إلى الموسيقى بالبث الدفقي. يضاف إلى ذلك سهولة الوصول عبر الانترنت إلى موسيقى «مجانية» تموّلها الاعلانات.
إنطلاقا من ذلك، قررت «آبل» منح المستخدمين الجدد فترة تجربة مجانية من ستة أشهر بدلاً من ثلاثة عادة، فيما يراوح سعر الاشتراك من بلد إلى آخر بين 3 دولارات في موزمبيق وليبيا وبورما، و5 دولارات في قطر وجورجيا، و11 دولارا في أيسلندا.
تجدر الإشارة إلى أنّ آخر عملية توسيع لخدمات «آبل» تعود إلى أكثر من عشر سنوات، عندما أطلقت «آي تيونز» في 56 بلداً.