في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، الذي يعج كغيره من المواسم المماثلة، بقضايا إجتماعية، أو تاريخية، لم يعد الحديث عن نوعية أو رداءة الأعمال، مع دخول فرز جديد غيّر المشهدية الرمضانية الحالية. مع إعلان شبكة mbc، السعودية، عن عرضها مسلسل «أم هارون» (تأليف محمد وعلي شمس، إخراج: محمد جمال العدل)، بدأت تتكشف النوايا التي تتخذ من قصة اليهود في اربعينيات القرن الماضي في الخليج، وتحوي على مغالطات تاريخية، منحى آخر. إذ فتح صناع العمل، أبواب التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ومحاولة أنسنته عبر اللعبة الدرامية. هكذا، كشفت الحلقتان الأولى والثانية، عن هذه الأهداف التي باتت واضحة ومباشرة، من خلال محطات عدة سجلتها المشاهد المعروضة، ولعلّ أبرزها، ما قالته إحدى الممثلات باللغة العبرية، في محاولتها كتابة حياة يهود الخليج: «قبل أن تصبح حياتنا ذكرى، ونضيع في زحمة الحياة»، عدا بدء العمل بتاريخ «إعلان دولة إسرائيل» وتمريره بأنه إعلان لأرض اسرائيلية في الاصل من دون ذكر فلسطين! المشهد التطبيعي الذي تبثه الشبكة السعودية، قابله مشهد وطني مثله مسلسل «حارس القدس» (تأليف : حسن م. يوسف -اخراج: باسل الخطيب)، الذي تعرضه قناة «الميادين». المسلسل الذي يتناول حياة ونضال المطران هيلاريون كابوجي، لاقى أصداء واسعة في حلقتيه الأوليين، وأعاد البوصلة الى استخدام الدراما وتطويعها لخدمة القضايا المحقة، وتوثيق سيّر المناضلين أمثال المطران الحلبي الشهير. هكذا، فرز المشهد الدرامي الرمضاني، بين ساع للتطبيع ومؤنسن للإحتلال، وآخر يسعى جاهداً لنصرة قضية فلسطين، والإضاءة على رجالاتها المناضلين، أمثال المطران كابوجي.