رياض سلامة يفرز القنوات المحلية

  • 0
  • ض
  • ض
رياض سلامة يفرز القنوات المحلية
انقسام إعلامي حاد تجلى بعيد طرح مساءلة سلامة

«غموض مريب في أداء حاكم مصرف لبنان... فليخرج رياض سلامة وليعلن للبنانيين الحقائق بصراحة»، لعلها العبارة الأوضح التي قالها رئيس الحكومة حسّان دياب قبل ثلاثة أيام، بعد خروجه من جلسة مجلس الوزراء، على اثر وصول سعر صرف الليرة اللبنانية الى 4 آلاف مقابل الدولار! كلام دياب شكل قنبلة انفجرت من بعدها القوى السياسية، وحتى وسائل الإعلام المحلية. فقد نال دياب هجوماً واسعاً بدأ من دار الفتوى، أول من أمس، وانتهى أمس مع منح البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، رياض سلامة صك الغفران. وما بين الدارين الدينيين، عادت القنوات اللبنانية الى التمترس، مع استخدام لغة عالية اللهجة، وسط انقسام حاد في ما بينها، تجلى في اليومين الأخيرين، عنوانه «حاكم مصرف لبنان»، وفي جوهره توزع لأدوار الساسة والبيزنس ومالكي القنوات، للخروج بمواقف حادة تجاه هذه القضية. فقناة mtv التي لم تخف يوماً انبطاحها للحاكم، والدفاع عنه وعن سياساته، جزمت أمس، في مقدمة نشرة أخبارها، بأن «معركة الحكم والحكومة، ضد حاكم مصرف لبنان، انتهت لمصلحة رياض سلامة» بما أن لا تدبير اتخذت بحقه. قناة المر ادعّت أن ثمة «ضغطاً شعبياً»، كان «أقوى»، مما أسمته بـ «خوف تجلى عند فئات وجهات من الإنتقائية والإستنسابية (..) تحت عنوان براق: مكافحة الفساد»!. إذاً، وضعت القناة المساءلة المطروحة بحق الحاكم ضمن ملفات تشفٍّ تقوم بها الحكومة، ولم تتوان قبلاً، وحتى إن استخدمت التزوير، بالإدعاء بأن سبب انهيار الليرة، هو انتشار الصرافين غير القانونيين، في الضاحية الجنوبية، والبقاع، والجنوب، أي بمعنى أوضح في مناطق حزب الله! اصطفاف mtv، يضعها، ويا للصدفة، مع خندق واحد، مع قناة nbn، التي اعترض وزراء «حركة أمل» في الجلسة الشهيرة على إقالة الحاكم. طبعاً انبرت القناة للدفاع عن موقف الحركة، والتهويل بشأن ما سيحدث بعد الإقالة من انهيارات مالية إضافية. وفي الخندق المقابل، ترأست otv، الحملة على رياض سلامة، وعلى الفريق السياسي الداعم له، سيما مع الهجوم الواضح على العهد والحكومة. هكذا، بمقدمات إخبارية نارية، توجه القناة البرتقالية الحملة المضادة، وتعلي صوتها في وجه السياسات المالية المتراكمة التي أفقرت الناس منذ التسعينيات. الى جانب otv، تقف «الجديد» في هجوم مماثل شرس على المدافعين عن سلامة وموفري الحماية له، وكذلك «المنار» التي تشكل خط دفاع أول عن الحكومة الحالية... مع إبقاء lbci، على لغة حيادية، وصفية، لا تعطي موقفاً حاسماً مما يحصل على الساحة اللبنانية. الزوبعة التي خلّفها مجرد نطق دياب بمحاسبة سلامة، فرزت المشهد الإعلامي من جديد، وخلّفت صراعات حادة وصلت الى الكنائس ودور الإفتاء. لكن بعيداً عن الداخل، دخلت قناة «العربية» على هذا الخط، لتحمّل «حزب الله» المسؤولية، مع ادعائها بأن سلامة يقع «ضمن بنك أهدافه خدمةً للنظام الإيراني»!

0 تعليق

التعليقات