أحداث طرابلس تغيّر بوصلة «الجديد»

  • 0
  • ض
  • ض
أحداث طرابلس تغيّر بوصلة «الجديد»
تخلل التغطيات توتر بين المحتجين والمراسلين

غابت وسائل الإعلام المحلية ليل الاثنين ــ الثلاثاء، عن تغطية أحداث الشارع الطرابلسي الغاضب. الشارع نفسه عاد واستُنهض بعد استشهاد الشاب فواز السمان، واستمرّت الاشتباكات بين المحتجين والجيش اللبناني قرابة الخمس ساعات. فترة فتحت خلالها القنوات هواءها، إلى حين انتقال المشهد الاحتجاجي من عاصمة الشمال إلى بيروت، وتحديداً «جسر الرينغ» ووسط العاصمة، حيث كانت التظاهرات أقلّ حدّة. عند السادسة والنصف مساء، انتهت التغطيات المباشرة الحيّة، والتي تخللها توتر بين المحتجين والمراسلين، على خلفية غياب المحطات عن التغطية في تلك الليلة، وتقاعصها عن نقل أصوات الجياع والعاطلين من العمل. لعلّ أبرز المواقف الحادّة، واجهها فريق «الجديد» الذي نال نصيبه من الانتقادات. الشاشة التي حملت شعارات الثورة في 17 تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، لاقت كمّاً من الانتقاد ومعها قنوات أخرى بالطبع. لكن، ظلّت العين على «الجديد»، لا سيّما بعد موقفها اللافت في مقدمة نشرة أخبارها أمس الثلاثاء. فالمحطة التي ناصرت المحتجين طيلة الأشهر الماضية، ونقلت أصواتهم، ها هي اليوم تعزو الاحتجاجات الطرابلسية إلى تعمّد جعل عاصمة الشمال «ساحة لتصفية الحسابات» و«صندوقة بريد لإيصال الرسائل السياسية». إذ استهلّت المقدمة أمس بعبارة: «طرابلس عروس ثورتكم لم أدخلتم زناة السياسة إلى شارعها؟». وفي مضمون الكلام، تأكيد لاستغلال الفقراء «لزعزعة الأمن والوقوف في مواجهة إخوتهم في الجيش اللبناني»، واستدراج الأخير إلى مناطق «نفوذ تيار المستقبل». مشهدية الاحتجاج في اليومَين الماضيين، التي تخللها تحطيم واجهات المصارف وإضرام النار في بعض مبانيها، باتت في عين «الجديد» تندرج ضمن عملية استغلال فقراء طرابلس من أجل تصفية الحسابات السياسية. فرضية تبنّتها قنوات أخرى، كـ otv على سبيل المثال، لكن من دون تسجيل تغيير حاد في خطاب المحطة معروفة التوجّه السياسي. غير أنّ ما ساقته «الجديد» من المفيد التوقّف عنده. فالشاشة اللبنانية بدّلت خطابها أو أقلّه وجدت هامشاً لنفسها يختلف عن السابق، من خلال اعتماد سرديات يرفضها المحتجون الذين يحصرون غضبهم في مواجهة الجوع والبطالة وارتفاع الأسعار الجنوني.

0 تعليق

التعليقات