لم تهدأ الحملات الإلكترونية والشعبية، المناهضة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي. الحملات التي بدأت قبل بدء شهر الصوم، وتحديداً مع إطلاق شبكة mbc، الإعلان الترويجي لمسلسل «أم هارون » (تأليف محمد وعلي شمس، إخراج محمد جمال العدل)، وصلت الى أوجها، مع الحوار العالي الخطورة، الذي جرى في إحدى حلقات مسلسل «مخرج 7» (تأليف خلف الحربي، إخراج أوس الشرقي) على الشبكة عينها. وإزاء هذا الضغط غير المسبوق شعبياً على الشبكة السعودية، وعلى صنّاع المسلسلين، تحاول وسائل إعلام خليجية اليوم الدفاع عما ينتج ويعرض في شهر الصوم، من ضمنها قناة «سكاي نيوز» الإماراتية. إذ أجرت أخيراً مقابلة مع كاتب مسلسل «أم هارون» علي شمس، ووصفت الشبكة الإماراتية المسلسل بـ «التلفزيوني الذي يدور حول مجتمع الديانات في دولة عربية خليجية». وادعت أن الضجة المثارة حوله تنحصر فقط في كونه «يظهر مجتمعاً يهودياً وسط المسلمين». وفي المقابلة، أكد كاتب المسلسل أن «أم هارون» يهدف إلى «إظهار التعايش الناس مع بعضهم البعض في ذاك الزمن». ونفى أن يكون توجه العمل «سياسياً»، مردداً: «قضية فلسطين هي قضية كل العرب (..) ليس لدينا أي توجه نحو التطبيع». واعتبر شمس أن حالة الجدل تأتي ضمن «علامات العمل الناجح»! هكذا، يدأب إعلام الخليج على الترويج لهذه الأعمال التطبيعية، محاولاً تسطيح النقاش، والتعمية على الحقائق التي أظهرتها المشاهد والحوارات التي تضمنتها، وهي تقع مباشرة في خانة التطبيع وأنسنة العدو، وشيطنة الفلسطينيين.