لم تهدأ بعد الحملات المندّدة بما تعرضه شاشة mbc، السعودية، من أعمال درامية تطبيعية في شهر الصوم، تؤنسن فيه الإحتلال الإسرائيلي، وتسخر من القضية الفلسطينية، حتى أتت صحيفة «الجزيرة» السعودية، لتصب في السياق التطبيع العلني والوقح على صفحاتها. الصحيفة نشرت مقالة يوم الجمعة الماضي، بعنوان: «نساء في ذاكرة التاريخ غولدا مائير 1»، للكاتبة سهام القحطاني أشادت فيه برئيسة الوزراء السابقة الصهيونية غولدا مائير. المقالة التي سرعان ما حذفت عن موقع الصحيفة، لما لاقته من انتقادات واسعة، تأتي ضمن سلسلة مقالات تتحدث عن نساء في «ذاكرة التاريخ». ويبدو أن الكاتبة أرادت الإحتفاء بمائير بأجزاء تنشر بالتتابع، ولم يسعفها الحظ، بما أن المقالة الأولى قد حذفت. وفي المضمون، وصف لمائير بأنها شخصية «استثنائية وجدلية»، مع تمهيد للتغزل بها، عندما حاولت الكاتبة فصل تصنيفها ضمن خانة «الخير أو الشر»! المقالة صوّرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية بأنها مضطهدة، مما جعلها امرأة «مكافحة»، وكررت ما قالته سابقاً بأن «الصهيونية حركة رائعة». قد لا يكون مضمون المقالة، بأهمية صحافية أو أدبية معينة، كونه، يكرر السردية الصهيونية، والإعلامية التي حيكت حول هذه الشخصية الصهيونية بسذاجة واضحة. لكن الخطر هنا، هو هذا التبجح في تقديم هذه المرأة التي تحمل إجرام «اسرائيل» وتنكيلها بالفلسطينيين، كنموذج نسوي، تكتب صفاته على صحيفة سعودية. التجرؤ الذي وصلت اليه المواقع والصحف السعودية والذي فاق حتى التطبيع الثقافي والإعلامي، يبدو أنه عنوان المرحلة الحالية والآتية، الممهدة لكسر صورة «اسرائيل» الإجرامية، وتسيّد السردية الصهيونية على تلك المنابر!