لم تكن mbc تتوّقع كمّ الحملات الإلكترونية والشعبية المندّدة بالمسلسلات التي تقدّمها في رمضان. مع بدء الشبكة السعودية الترويج لمسلسَليْ «أم هارون» (تأليف محمد وعلي شمس، إخراج محمد جمال العدل) و«مخرج 7» (تأليف خلف الحربي، إخراج أوس الشرقي) قبل شهر الصوم، وروّاد المنصات التفاعلية والقطاعات السينمائية وحملات مقاطعة «إسرائيل» بمختلف تفرّعاتها، لا يتوانون عن فضح سياسات الشبكة، واتهامها بالترويج للتطبيع مع مطالبتها بوقف المسلسلين. يوم الجمعة الفائت، كنا على موعد افتراضي مع مسيرة إلكترونية بعنوان #مليونية_ضد_التطبيع، شارك فيها ناشطون عرب من 18 بلداً عربياً (لبنان، سوريا، ليبيا، الجزائر، اليمن، المغرب، فلسطين، البحرين، موريتانيا، السعودية، قطر، السودان، الكويت، مصر، العراق، تونس والإمارات). اجتمع هؤلاء تحت راية رفض التطبيع، وإعادة توجيه البوصلة نحو القضية الفلسطينية، والتذكير بتاريخها وسلب الصهاينة للأرض والتنكيل بالشعب. سبق ذلك بيان لـ«الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» (PACBI ــ جزء من حركة BDS)، تدين فيه «انخراط mbc في موجة التطبيع الرسمي للنظام الاستبدادي في السعودية مع إسرائيل»، معتبرة أنّ المسلسلين يحملان «رسائل تطبيعية سافرة». ودعت الجماهير العربية، وبالتحديد الشعب السعودي إلى مقاطعة mbc، والشركات المعلنة إلى سحب استثماراتها من الشبكة، إلى حين تراجع الأخيرة عن تطبيعها الثقافي مع «إسرائيل». ولفتت PACBI إلى أنّ «مخرج 7» حوّل الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي إلى موضوع «يقبل فيه اختلاف وجهات النظر»، مما «يسهم في تغذية الخطاب التطبيعي المتفاقم لأنظمة الاستبداد العربية». وبعد التشديد على أنّ يهود المنطقة العربية جزء أصيل من شعوبها، ورفض تزوير التاريخ وتقديم فلسطين على أنّها «أرض لإسرائيل»، ختم البيان بالإشارة إلى أنّ الخطورة الكبرى تقع في توقيت وأهداف الإنتاجات التطبيعية التي لا تنفصل عن السياق السياسي للمنطقة ومحاولات تمرير «صفقة القرن». بدوره، رأى «الاتحاد العام للمنتجين العرب» أنّ هذه الأعمال الدرامية تحاول تشويه صورة العرب لصالح توثيق بعض الأفكار التي تبثّها الصهيونية العالمية. وفي بيانه الذي توزع على 18 دولة عربية، اعتبر الاتحاد أنّ المسلسلَيْن «يسيران في اتجاه واحد لتغيير حقائق تاريخية والتمهيد للتطبيع مع الكيان الصهيوني»، مستغرباً ما خرج عنهما لناحية اعتبار أن «الفلسطينيين هم أعداء العرب الحقيقيون وأنّ الإسرائيلي أكثر صدقاً وإلفة من أي فلسطيني وله حق بالأراضي الفلسطينية»، مصّنفاً إيّاهما على أنّهما يندرجان ضمن «فكر تشويهي ووقح ومستفز للتاريخ العربي». وفي الوقت الذي وصف فيه البيان mbc بـ «منصة التطبيع»، طالب المنتجين العرب بتوجيه إيعاز فوري من «جامعة الدول العربية» إليها لإيقاف كل «عمل فني يسيء إلى قضية العرب الأولى». ودعا الجمهور العربي الى الانضمام إلى حملة «تطهير الدراما العربية من مفاسدها»، في مقابل طلبه من mbc رفع المسلسلات والالتزام بثوابت الأمة العربية وقضاياها القومية.من ناحيتها، استنكرت «لجنة صناعة السينما والتلفزيون» في سوريا، في بيان أصدرته أخيراً، التطبيع مع العدو، وقلب الحقائق التاريخية وبث الكراهية تجاه الشعب الفلسطيني. ودعا البيان، المنتجين العرب إلى شجب ظاهرة التطبيع مع العدو على الفضائيات العربية التي «تتهكم على القضية الفلسطينية»، داعياً كل منتج سوري وعربي إلى مقاطعة mbc، لما تسعى إليه من «قلب للحقائق للتاريخ المقاوم للاحتلال الإسرائيلي».